الكشف عن المسيرة التي زرعت الرعب في إسرائيل وأوقعت خسائر كبيرة
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجوم القاتل الذي استهدف معسكرًا تابعًا للواء غولاني في منطقة بنيامينا يوم أمس الأحد، نُفذ باستخدام طائرة “مرصاد 1” المسيرة، وهي إحدى أبرز الطائرات في ترسانة حزب الله الجوية. تُعد طائرات “مرصاد” جزءًا من استراتيجية حزب الله التي تجمع بين قدرات الاستطلاع والهجوم المتقدمة، حيث طوّر الحزب نسختين رئيسيتين منها: “مرصاد 1” و”مرصاد 2″، المستوحتين من الطائرات الإيرانية “مهاجر 2″ و”مهاجر 4”.
تتميز طائرة “مرصاد” بقدراتها المتقدمة، حيث يبلغ مداها من 50 إلى 150 كيلومترًا، وتصل سرعتها إلى ما بين 120 و250 كيلومترًا/ساعة. وهي مزودة بكاميرات متطورة تتيح لها تنفيذ مهام الاستطلاع بدقة عالية. ورغم أن هذه الطائرات كانت تُستخدم في البداية لأغراض الاستطلاع، فإن حزب الله طورها لتصبح هجومية بامتياز، قادرة على حمل قنابل ذكية، ما جعل مداها يصل إلى أكثر من 2000 كيلومتر، ما يزيد من خطورتها الاستراتيجية.
في نيسان الماضي، استخدمت “مرصاد 1” لضرب مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري في منطقة عرب العرامشة، ما أسفر عن إصابة 18 إسرائيليًا، بينهم 14 جنديًا. وفي هجوم بنيامينا الأخير، عادت “مرصاد 1” لاستهداف معسكر للواء غولاني، مما خلف عشرات الإصابات وعددًا من القتلى، وأثار صدمة واسعة في الأوساط العسكرية الإسرائيلية.
إلى جانب “مرصاد”، يمتلك حزب الله مجموعة من الطائرات المسيّرة الأخرى التي تثير قلقًا كبيرًا في إسرائيل. من بينها الطائرة المسيّرة “حسّان”، التي كشف عنها الحزب في 18 شباط 2022. أطلقت هذه الطائرة في مهمة استطلاعية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث جالت لمدة 40 دقيقة في مهمة على طول 70 كيلومترًا شمال فلسطين المحتلة. أطلق الحزب على هذه الطائرة اسم “حسان” تخليدًا لاسم القائد في الحزب حسان اللقيس، الذي اغتيل في عام 2013، وكان له دور كبير في تطوير تكنولوجيا الأسلحة.
أما الطائرة المسيّرة “أبابيل”، فهي طائرة هجومية انتحارية يصل مداها إلى 150 كيلومترًا، وقادرة على حمل 45 كيلوغرامًا من المتفجرات. تم تطويرها لتكون قادرة على حمل قنابل ذكية موجهة، وتستطيع التحليق لمسافة 250 كيلومترًا على ارتفاع يصل إلى 15 ألف قدم، وبسرعة تصل إلى 200 كيلومتر/ساعة، مما يجعلها تهديدًا خطيرًا لإسرائيل.
كما يمتلك حزب الله طائرة الاستطلاع “أيوب”، التي نفذت أول عملية تجسس فوق فلسطين المحتلة في تشرين الأول 2012. ووفقًا للتقديرات، يتراوح مدى هذه الطائرة بين 1700 و2400 كيلومتر، ويمكنها حمل ما يصل إلى ثماني قنابل دقيقة التوجيه.
بالإضافة إلى ذلك، لدى حزب الله طائرة “مهاجر” الإيرانية، وهي طائرة بعيدة المدى تم تطويرها منذ التسعينيات، حيث تم تزويد النسخ المطورة الخاصة بالحزب بقنابل جوية ذكية ودقيقة الإصابة.
استمرار استخدام حزب الله لهذه الطائرات المسيّرة، وعلى رأسها “مرصاد 1″، في الهجمات المتكررة على الأهداف الإسرائيلية، يثير تساؤلات حول فعالية الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدي لهذا النوع المتطور من الأسلحة. التطورات التكنولوجية التي شهدتها هذه الطائرات جعلت منها سلاحًا هجوميًا فاعلًا في المعركة بين حزب الله وإسرائيل، مما يزيد من تعقيد الوضع العسكري على الأرض