خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
عملية بنيامينا التي نفذها حزب الله وأدت لمقتل وجرح نحو مئة من الجنود الإسرائيليين؛ يمكن أن تقود الوضع إلى واحد من ثلاث حالات:
١- أن تجعل إسرائيل تعيد حساباتها لجهة عدم المضي بجعل التصعيد من دون سقوف مع لبنان.
٢- أن تتفلت الحرب من أية ضوابط وذلك من خلال بدء معادلة “تصعيد يقابله تصعيد” على مستوى القصف المتبادل للمدن؛ وأيضاً على مستوى المزيد من إيذاء المدنيين وتوسيع رقعة البلدت والمدن التي تشملها حالة النزوح منها سواء داخل لبنان أو في إسرائيل.
.. صحيح أن إسرائيل لديها تفوق على حزب الله بمجال قوة النار التدميرية والتهجيرية؛ ولكن أيضاً يستطيع الحزب أن يدخل السلاح الباليستي للميدان، وأن يوجه نار المسيرات بكثافة أكثر ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية؛ وهذا سيجعل ثمن الاستمرار بالحرب أكبر لدى نتنياهو؛ وسيجعل ميزان التأثير على الجبهتين الداخليتين الإسرائيلية واللبنانية موجود لدى الطرفين ولو بنسبة متفاوتة.
٣- أن تؤدي عملية بنيامينا إلى تغيير تفكير نتنياهو لصالح التعجيل ببدء البحث عن وقف لإطلاق النار؛ بمعنى تراجع إسرائيل عن إعطاء الأولوية المطلقة للخيار العسكري والبدء بالبحث عن خيار سياسي يحقق جزء من أهدافها.
كل هذه الاحتمالات الثلاثة واردة مع ترجيح للتدرج بالانتقال باعتمادها؛ بمعنى أن يتم أولاً تخفيض سقف التصعيد؛ بحيث يقوم الطرفان بمساع خارجية بتقييد اتساع القصف؛ بحيث يصار إلى تحييد مدن وقطاعات، الخ.. ثم يلي ذلك مرحلة البحث عن تسوية تحت إطلاق نار مضبوط ومحدد برعاية دولية وإقليمية، الخ..
أما الاحتمال الآخر فهو أن يقرر نتنياهو أن عليه إكمال التصعيد ضمن استمرار تمسكه بفكرته التي ترى أن كلاً من حرب غزة وحرب لبنان تفتحان له فرصة تاريخية – خاصة مع وجود لحظة أميركية مناسبة له – لإقفال هذين الملفين بالحسم العسكري الكامل ولو أدى ذلك لبعض الخسائر..
وضمن مشهد السباق بين الاحتمالين الراهنين بخصوص كيف ستتجه الحرب على الجبهة الشمالية؛ يوجد عامل آخر غاية في الأهمية وهو الرد الإسرائيلي على إيران. وهنا يجب الأخذ في الاعتبار أن تل أبيب لا تستطيع الذهاب لرد قوي على إيران في وقت يوجد لديها فيه حالة عدم اتزان على الجبهة الشمالية مع حزب الله.. وعليه قد تؤدي عملية بنيامينا إلى تأجيل الرد الإسرائيلي على إيران أو أقله الى جعل هناك حاجة أكبر لدى إسرائيل إلى جعل ردها متفق عليه بالكامل مع واشنطن ومنسق – ولو بشكل غير مباشر- لجهة رد الفعل الإيراني عليه بين طهران وإدارة بايدن.
عملية بنيامينا ستدخل الحرب على الجبهة الشمالية داخل مرحلة إعادة الحسابات سواء باتجاه تفلت التصعيد من أي ضوابط أو باتجاه “عقلنته” كي يؤدي لتسوية متمرحلة!!