خاص الهديل….
قهرمان مصطفى….
تتسارع الأحداث في المنطقة مهددةً بإمكانية نشوب مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران، وذلك بعد سنوات من المواجهة المنضبطة؛ خاصةً بعد الصاروخي الإيراني على إسرائيل في أكتوبر زاد من تعقيد الموقف، مما أطلق العنان لتكهنات حول ردود فعل إسرائيلية محتملة.
في ظل هذه الأحداث تواجه إيران وضعاً معقداً، حيث تتصاعد الهجمات الإسرائيلية على مناطق أذرعها في كل من اليمن وسوريا ولبنان والعراق. كما تزداد الضغوط الدولية بشأن سياساتها التي تُعتبر مزعزعة للاستقرار ولا سيما برنامجها النووي؛ وكل هذه الظروف تفسر اختيار الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان لتقديم صورة جديدة مفادها أن القادة المتشددين قد تراجعوا، مما يفتح المجال للتفاوض، وهو ما ترفضه إسرائيل التي ترى في البرنامج النووي الإيراني تهديداً وجودياً لأمنها.
تحاول إيران أيضاً استعادة صورتها كجزء من “محور المقاومة” بعد التحديات التي واجهها حزب الله، عبر تكثيف الهجمات على الأهداف الإسرائيلية، مستغلة الفوضى السياسية التي تعيشها إدارة بايدن مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.
والواقع أن الرد الإسرائيلي ينجم عن مجموعة من الحسابات الداخلية والخارجية، حيث يسعى نتنياهو لتجنب تصعيد الأوضاع إلى حرب شاملة، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومن الواضح أنه يحاول استغلال الفراغ السياسي في واشنطن، مع تلميحات من ترامب تعطي إسرائيل الضوء الأخضر لتوسيع عملياتها. ومع ذلك، يدرك نتنياهو أهمية التنسيق الدقيق مع واشنطن لتفادي خطوات غير محسوبة، وهو ما تجسد في اللقاءات الأخيرة مع وزير الدفاع الأمريكي.
السؤال يبقى: كيف سترد إسرائيل على إيران؟ من ناحية، لا ترغب إسرائيل في مواجهة مفتوحة قبل إنهاء عملياتها ضد الأذرع الإيرانية، ومن ناحية أخرى، لا يمكنها تجاهل الهجوم الإيراني الذي تجاوز الحدود.
لذا، فإن شكل وحجم الرد الإسرائيلي سيعتمد على نتائج التنسيق مع واشنطن، بما في ذلك مستوى الدعم العسكري والتداعيات السياسية والاقتصادية المحتملة؛ فالتباينات في التنسيق أسهمت في إبطاء العملية، حيث ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن واشنطن تشعر بالغضب لعدم مشاركة إسرائيل في خطط الرد.
ووفقاً لما يجري فالرد الإسرائيلي المتوقع سيكون نوعياً ودقيقاً، مع الأخذ في الاعتبار الجهود الدبلوماسية لاحتواء تداعيات الضربة؛ ومن المرجح أن يستهدف المواقع العسكرية التقليدية في إيران دون المساس بالمواقع النووية والنفطية، وهو ما أكده مصدر مطلع بشأن مكالمة بايدن ونتنياهو.
خلاصة القول.. الفترة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح المواجهة بين إسرائيل وإيران، مما قد يغير موازين القوى في الشرق الأوسط؛ فمع الضربات التي تتلاقها أذرعها في مناطق نفوذها، قد تضطر طهران لإعادة النظر في استراتيجيتها، أو العودة إلى المبادئ الأيديولوجية القديمة التي لم تحقق سوى تراجع في القضايا الرئيسية في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.