خاص الهديل….
تستنسخ إسرائيل صيغة حربها على غزة، وتحاول تطبيقها على حربها في لبنان. ويقودها هذا التوجه إلى التالي:
1- التعامل عسكرياً مع المنطقة المسماة “الحافة الحدودية” بين لبنان وفلسطين المحتلة؛ بنفس الطريقة التي تعاملت فيها إسرائيل مع المنطقة داخل قطاع غزة الملاصقة لمنطقة غلاف غزة؛ وهي المنطقة الحدودية بين حدود القطاع وغلافه المحتل..
تبلغ مساحة منطقة الحافة الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة نحو ٣ كلم؛ وهي تشمل القرى اللبنانية المتآخمة لحدود لبنان مع الكيان الإسرائيلي؛ وتقوم إسرائيل منذ نحو شهر بمحاولات التوغل البري إلى داخل قرى الحافة هذه وذلك من أجل احتلالها وتجريفها وهدمها بالكامل وقتل كل ملامح الحياة فيها؛ وهدفها النهائي هو إنشاء غلاف أمني لبناني يشبه بالتمام الشريط المجرف الذي أقامته إسرائيل على عمق كلم أو إثنين داخل قطاع غزة على طول منطقته الحدودية الملاصقة لمستوطنات غلاف غزة.
وبصورة إجمالية تنشئ إسرائيل كلم إلى كلم ونصف على طول خط حدود قطاع غزة مع غلافها؛ وهذا الخط يتم تجريفه بالكامل؛ وبالمقابل تنشئ إسرائيل أيضاً خطاً حدودياً بعمق ٣ كلم مجرف بالكامل؛ وهو يتشكل من “قرى الحافة” الملاصقة للحدود مع فلسطين المحتلة.
2- جنوب لبنان وشمال غزة: تسعى إسرائيل لجعل منطقة الحدود الممتدة داخل الأراضي اللبنانية حتى خط الأولي، وليس فقط حتى خط الليطاني، بمثابة منطقة خالية من السكان؛ أي منطقة مهجرة تشبه منطقة شمال غزة التي هجرت إسرائيل أكثر من ثلثي سكانها إلى الوسط والجنوب، وتسعى حالياً لتهجير من تبقى منهم.
.. بمعنى آخر، فإن منطقة شمالي الأولي، أي من الحدود مع فلسطين المتحلة حتى خط نهر الأولي يجب بموجب الخطة الإسرائيلية أن تخضع لنموذج شمال غزة: منطقة مهجرة وخالية من سكانها.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن شمال قطاع غزة ومنطقة الجنوب اللبناني الممتدة بحسب العمليات العسكرية الإسرائيلية حتى خط نهر الأولي؛ أصبحتا خاليتان من سكانهما بنسبة عالية؛ مع ملاحظة أن حركة هجرة السكان من منطقة الحدود اللبنانية باتجاه ما وراء خط الأولي كانت أسرع من حركة هجرة سكان شمال غزة إلى وسطها وجنوبها.
الحرب الإسرائيلية على غزة كما على لبنان تتجه لإنشاء منطقة خالية من السكان والحياة تقع على الحدود مع إسرائيل: منطقة الشمال في غزة؛ ومنطقة الجنوب في لبنان.
السؤال بخصوص المنطقتين، كيف ترى إسرائيل مستقبلهما بعد وقف الحرب: هل ستسعى لإعادة احتلالهما أم إدارة فراغ الحياة فيهما حتى إشعار بعيد الأمد؟؟
3- خطا نتساريم والأولي: تتعامل إسرائيل مع خط الأولي في لبنان على أنه يجب أن يلعب نفس دور خط نتساريم في غزة.. فخط نتساريم تمركزت فيه إسرائيل بغية تقسيم غزة عند واديها إلى ثلاثة أقسام: شمال مهجر ومدمر ووسط ممسوك بالنار وجنوب مطوق من ناحية فيلادلفيا. وبالمقابل خط الأولي تريد إسرائيل جعله خط يفصل جنوب لبنان المدمر والمهجر عن منطقتي وسطه وشماله. وكما أن خط نتساريم تعمل إسرائيل لجعله خط عبور باتجاه واحد من الشمال إلى الجنوب؛ فإن خط الأولي تطرحه إسرائيل كخط عبور باتجاه واحد من جنوب لبنان إلى المناطق اللبنانية الأخرى. وكما هو الواقع على خط نتساريم؛ فإن كل جسم يتحرك خلف خط الأولي إلى الجنوب؛ يعتبر هدفاً لإطلاق النار عليه.
4- معبرا المصنع وفيلادلفيا: تحتل إسرائيل معبر فيلادلفيا بشكل مباشر رغم أن ملاحق اتفاقات كامب ديفيد تمنعها من ذلك؛ وهي تعتبر أن سيطرتها على فيلادلفيا يؤدي إلى حصار غزة من خلال إقفال صلتها الجغرافية الوحيدة مع مصر؛ ويحرمها من خط إمداد وحيد بالسلاح؛ وبنفس المعايير تنظر إسرائيل إلى معبر المصنع السوري مع لبنان، حيث عمدت إلى تدمير الطريق الرئيسي الموصل إليه من جهة لبنان وهي تريد فرض احتلاله بالنار.