الهديل

10 أيام “ساخنة جداً” في لبنان وغزة.. واستهداف إيران “قريب جداً”؟

10 أيام “ساخنة جداً” في لبنان وغزة.. واستهداف إيران “قريب جداً”؟

 

| خضر طالب |

في “الأمتار” الأخيرة قبل انتهاء السباق الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية، تستعجل الإدارة “الديمقراطية” صياغة تسويات للحرب الإسرائيلية على جبهتي لبنان وغزة، وإن كانت هذه “التسويات” موقتة تحت عنوان “هدنة” أو “وقف إطلاق نار” لن يكون ثابتاً من دون تسوية.

 

جاء آموس هوكشتاين إلى لبنان، مجدداً، حاملاً لائحة الشروط الإسرائيلية لوقف العدوان على لبنان، وهي شروط استسلام لبنان بكامله وليس المقاومة فقط، وأرفق ورقة الشروط الإسرائيلية بتهديد جديد تمثّل بتذكير اللبنانيين أنه لو امتثل لبنان لِمَا حمله في زيارته السابقة من شروط لما حصل هذا التصعيد الإسرائيلي “أَلَم أقُل لكم؟”!

 

باشر وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن جولة في المنطقة بدأت من كيان الاحتلال الإسرائيلي ثم إلى المملكة العربية السعودية، وتشمل أيضاً عدداً من الدول العربية، وهو يستعجل تحقيق “إنجاز” يمكن استثماره لصالح الديمقراطيين في الانتخابات الأميركية.

 

سبق الزيارتين، وواكبهما، وتلاهما، تصعيد إسرائيلي كبير، ضد لبنان وفي غزة، وارتكاب مجازر بالجملة.

 

بعد ساعات على مغادرة هوكشتاين بيروت، ارتكب العدو مجازر في الجناح والأوزاعي. واستكمل مجازره بتدمير وحشي في الضاحية الجنوبية، قبل أن ينتقل إلى استهداف مدينة صور بخطة تدمير متعمّدة.

 

لا يمكن فصل تهديد هوكشتاين للبنان بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن استهداف الجناح والأوزاعي وصور على وجه الخصوص،ورسالة التهديد المزعومة إلى محطة NBN. هو تهديد للبنانيين لتكون “المفاوضات” على وقع المجازر ومن بين الركام، وهي بالتأكيد رسائل بالنار إلى الرئيس نبيه بري الذي يحمل توكيلاً من “حزب الله” بالتفاوض.

 

فشل هوكشتاين، ومن خلفه العدو الإسرائيلي، بفرض شروط الاستسلام على لبنان… وعلى مسافة أيام، لا يبدو أن الإدارة الديمقراطية ستتمكن من استثمار “إنجاز” في لبنان بالانتخابات الأميركية.

 

أما بالنسبة لوزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، فيبدو أنه أبرم تفاهماً مع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو حول حجم وطبيعة العدوان الذي سينفّذه العدو الإسرائيلي ضد إيران.

 

وقد سبقت زيارة بلينكن إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، مجموعة من المؤشرات التي توحي بموعد تنفيذ العدوان على إيران. خلال يومين فقط، أعلنت سلطات الاحتلال، على دفعات، عن اعتقالات طالت نحو 14 شخصاً اتهموا بالتجسس لصالح إيران. قبل 48 ساعة من زيارة بلينكن تم الإعلان عن شبكة من 7 أشخاص غالبيتهم من أذربيجان، بتهمة التجسس لصالح إيران، مع العلم أن هؤلاء تم اعتقالهم منذ نحو شهر. وقبل 24 ساعة من زيارة بلينكن، تم الإعلان عن اعتقال شبكة ثانية من 7 أشخاص أيضاً، بتهمة التجسس لصالح إيران ومحاولة تنفيذ عمليات اغتيال.

 

وقبل أقل من 12 ساعة على وصول بلينكن، اعترف العدو الإسرائيلي أن المسيّرة التي استهدفت منزل بنيامين نتنياهو قد أصابت غرفة نومه بشكل مباشر. وتم تسريب صور للأضرار التي تسببت بها المسيرّة في نافذة غرفة نوم نتنياهو.

 

المفارقة أن المسيّرة ضربت منزل نتنياهو في 19 تشرين الأول، أي قبل أربعة أيام، لكن الاعتراف الرسمي بأن المسيرة ضربت غرفة نوم نتنياهو وتسريب الصور تأخر ليواكب موعد زيارة الوزير الأميركي، خصوصاً أن نتنياهو أوحى أن إيران هي التي تقف خلف هذه المسيرة عندما اتهم “وكلاء إيران”، في حين اتهم المقربون منه صراحة إيران بتنفيذ هذه العملية، وهو ما دفع “حزب الله” إلى الإعلان، ولو متأخراً، مسؤوليته عن استهداف منزل نتنياهو بمسيّرة.

 

أضف إلى هذه المؤشرات ما ذكرته وسائل إعلام عبرية بأن جيش الاحتلال “أنهى استعداداته” للهجوم على إيران، بينما طلب وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت من الولايات المتحدة الأميركية “أن تقف مع إسرائيل بعد تنفيذ الهجوم”.

 

كل هذه المؤشرات، توحي أن العدوان الإسرائيلي على إيران سيتم تنفيذه في خلال ساعات، أو أيام إن أراد نتنياهو انتظار انتهاء جولة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في المنطقة، لكن العدوان أصبح “قريباً جداً”… في انتظار الرد الإيراني الذي سيكون أيضاً “سريعاً جداً”، مع ما يحمل هذا التصعيد من مخاطر كبيرة جداً.

 

عملياً، ستكون الأيام الـ 10 التي تسبق موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 تشرين الثاني المقبل، محمومة في 50 ولاية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وستكون “ساخنة جداً” في لبنان وغزة.. وإيران، من دون ضمانات بأنها ستهدأ أو تبرد بعد 5 تشرين. لكن بالتأكيد، سيستثمر الأميركيون بدماء اللبنانيين والفلسطينيين، وسيحاولون تحويل حجارة ركام التدمير الإسرائيلي إلى أصوات انتخابية في صناديق الاقتراع!

Exit mobile version