الهديل

خاص الهديل: الإستحقاق الرئاسي بين متاهة حزبين: حزب انتخاب فخامته قبل وقف النار وحزب انتخابه بعد وقف النار!!

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

خلال الجمهورية الأولى العامرة الممتدة منذ استقلال الـ٤٣ لغاية بزوغ فجر جمهورية الطائف، كان يحدث في لبنان بين فترة وأخرى خلاف بين المسلمين والمسيحيين على تعيين يومي العطل الأسبوعية؛ فالمسيحيون يصطفون على “قلب رجل واحد” وراء استبدال عطلة يوم الجمعة بيوم السبت؛ بحيث يصبح لعطلة الأسبوع وقتاً هنئياً يبدأ السبت ويستمر دون انقطاع لغاية صباح الاثنين؛ وبالطبع رفض المسلمون ذلك، وأصروا على أن يبقى يوم الجمعة على عرشه كيوم عطلة الأسبوع الأساسي، فيما يبقى يوم الأحد يوم عطلة أساسي أيضاً.

آنذاك كتب إعلامي لبناني بارز يقول إن أكبر حربين في لبنان هما “حزب يوم الجمعة” و”حزب يوم الأحد”. أضاف آخرون أن لبنان ينقسم عامودياً وأفقياً وراء فكرة كيف على اللبناني أن يعطل وما هي المساحة الزمنية الأفضل لعطلة الأسبوع.

اليوم يوجد تتمة لمنطق حزبي “يوم الجمعة” و”يوم الأحد”؛ مفاده حزب انتخاب فخامة الرئيس قبل وقف إطلاق النار، وحزب انتخاب فخامة الرئيس بعد وقف إطلاق النار؛ وهذا الجدل هو من نوع من سبق الآخر في الولادة: الدجاجة أما البيضة (؟؟)؛ ومن نوع أي هي العطلة الأفضل للبنان المتأنف: عطلة يوم الجمعة أم عطلة يوم الأحد، الخ..

.. وبدل أن يصبح انتخاب فخامة الرئيس هو القضية، وهو أصل المشكلة، أصبحت القضية متى ننتخبه!!، والواقع أن سبب طرح هذا السؤال (متى ننتخبه) ليس حيرة اللبنانيين بشأن هل يجب أن يسبق انتخاب فخامته وقف النار، أم بعد وقف النار (؟؟)؛ بل يكمن السبب في أن اللبنانيين نظراً لخلافاتهم الغرائزية غير قادرين على انتخاب فخامة الرئيس سواء قبل وقف النار ولا بعد وقف النار؛ وبالتوازي وأيضاً نظراً لكون اللبنانيين غير قادرين على الحصول على وقف النار سواء قبل انتخاب فخامة الرئيس ولا بعد انتخاب فخامة الرئيس!!

إنه العجز الوطني الناتج عن أنانيات الأحزاب التي تبحث عن رئيس لإدارة مصالحها؛ والناتج عن ثقافة أن فخامة الرئيس يولد على سرير خارجي، وبواسطة ولادة خماسية أو سداسية أو ثنائية عربية إقليمية دولية أو أي خليط خارجي آخر.

.. وحتى القرار ١٧٠١ يتفاعل لبنانياً وفق منطق من مع “حزب الجمعة” ومن مع “حزب الأحد؛”؛ و”من مع انتخاب فخامة الرئيس قبل وقف النار”، و”من مع انتخابه بعد وقف النار”(!؟)؛ بحيث يصبح السؤال الآن هو “من مع تطبيق اتفاق ١٧٠١ معدلاً” و”من مع تطبيقه كما هو”؛ علماً أن كل المشكلة الآن موجودة في مكان آخر، قوامه أن نتنياهو المعتدي لا يريد “١٧٠١ معدلاً و”لا يريده كما هو”؛ وبدل ذلك فهو يبحث عن استمرار عنوانه حتى تحقيق أهداف حربه على لبنان – كما يكرر كل صباح ومساء..

خلاصة القول في هذا المجال ان اللبنانيين الذين هم مواطنو أحزابهم وطوائفهم؛ والمقيمون تحت سماء “أم كامل” الإسرائيلية (مسيرة التجسس) ٢٤ ساعة على ٢٤ ساعة؛ لا يريدون “أكل التفاحة” إلا “مقشرة”، وهم يجادلون بعناد لنيل مطلبهم هذا، علماً أن المشكلة الحقيقية تقع بأنه لا يوجد تفاحة أصلاً!!

Exit mobile version