الهديل

خاص الهديل:في زمن الحرب لدي معركتي الخاصة مع النوم

خاص الهديل….

غنوه دريان

 أكتب هذا المقال وأنا مستيقظة على صوت الانفجارات التي تبعد بضعة كيلومترات عن منزلي، ويتردّد صداها في الأفق وتخترق السكون الذي كان من المفترض أن يغمرنا بالراحة في ساعات الليل المتأخّرة.

 

هذه الأصوات تذكّرنا بأن النوم في هذه الأوقات ما هو إلا معركة إضافية نخوضها في ظلّ الأوضاع المقلقة في لبنان. كلّ صوت يهزّ جدران البيت يترافق مع اهتزاز في نفسنا، ويجعلنا نفكر في الأثر العميق الذي يتركه الحرمان من النوم على أجسادنا وعقولنا.

التوتر والقلق هما من أولى النتائج التي اعاني منها بدأت هذه الاضطرابات تتسلل الي حياتي اليومية لم اعد استطيع السيطرة على مشاعري اواجه صعوبة في الحفاظ على التركيز ولم اعد استطيع تحمل الضغوط النفسية ,أصبحت عرضة لنوبات غضب وانهيار في مواجهة المواقف حتى لو كانت في قمة البساطة .

لا انكر ان علاقتي أصبحت سلبية بكل من حولي لم اعد اشعر بانني انسان متفاعل مع من حولي .لا اريد ان اظهر ضعفي امام احد أحاول ان اظهر بانني قوية .

ان التفكير فيما يحدث وخلق سيناريوهات في عقلي بجعلاني في حالة توتر مستمر وقلق دائم والأفكار السلبية تراودني دائما خصوصا في ساعات الليل ولا انكر بان عصبيتي قد زادت وأصبحت سريعة الانفعال واعاني من قلة التركيز في حياتي اليومية احتسي الكثير من النيسكافيه في فترة المساء حتى ابقى في حالة تاهب 

لقد فشلت جميع الاستراتيجيات التي يمكن ان تساعدني على النوم مثل الاستماع الي موسيقى هادئة لتخفيف التوتر وتهدئة الاعصاب .

ولم استطع التقيد بالمقولة الشهيرة “يجب الابتعاد عن التلفزيون وسماع الاخبار السيئة قبل النوم لانها تزيد من التوتر وتمنع الاسترخاء 

لقد اصبح النوم بالنسبة لي معركة اخوضها بين أصوات الانفجارات وقلقلا ينتهي في هذه الظروف القاسية

Exit mobile version