الهديل

خاص الهديل: هذا ما يحصل فوق “ميدان حافة الحدود” بين لبنان وإسرائيل: كيف يقاتل الحزب وما هو التقويم الإسرائيلي؟؟

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة 

ما الذي يحصل في الميدان في جنوب لبنان (؟؟). أمس قالت وسائل إعلام عبرية إن مقاتلي حزب الله ينفذون مجازر بحق الجيش الإسرائيلي على الجبهة. ما هو التحول الذي حصل والمسؤول عن توجه الجسم العسكري والأمني في حزب الله للتعافي وإمساكه مجدداً بالمبادرة بعد أن كان تلقى ضربات بنيوية خلال شهر أيلول الماضي؛ حيث فقد أمينه العام وتسعين بالمئة من مجلسه الجهادي الموجه لكل أداء جهده الحربي ومعظم رموز الصف الأول والثاني من قادته العسكريين وموجهي سلاح السيطرة والإشارة، الخ..  

 

هناك مجموعة من كبار المحللين العسكريين الإسرائيليين حاولوا الإجابة عن هذا السؤال: كيف استعاد مقاتلو الحزب في الميدان المبادرة؛ وهل تعافى الحزب فعلاً؟؟. 

 

محلل الشأن العسكري في يديعوت احرنوت رون بن يشاي يحاول الإجابة عن هذا السؤال من خلال إدراج عدة ملاحظات تصف واقع مقاتلي الحزب على الجبهة؛ وكيف يقاتلون: بأية أسلحة وضمن أية عقيدة عسكرية وما الذي تغير منذ ثلاثة أسابيع حتى الآن؛ وهي فترة التحول من الإقامة تحت ثقل ظل ضربة النصف الثاني من شهر أيلول (البيجر واغتيال شكر وصولاً لاغتيال عقيل وشكر وغيرهما وأيضاً اغتيال السيد نصر الله) إلى الخروج للتنافس مع الجيش الإسرائيلي على الإمساك بزمام المبادرة: 

 

أولاً- على المستوى المعنوي: ينفذ حزب الله في الميدان عند الحدود الخطة الدفاعية في الحرب ضد الجيش الإسرائيلي التي أوصى بها السيد حسن نصر الله قبل اغتياله؛ واعتقاد مقاتلي الحزب بهذا الأمر يشكل دافعاً معنوياً كبيراً لهم.

 

ثانياً- على المستوى العسكري: تقوم خطة الحزب الدفاعية على اعتماد مجموعة تكتيكات مترابطة، بينها: ١- اتقان مهمة رصد المباني على جانبي الحدود التي يقيم فيها الجيش الإسرائيلي أو التي يستخدمها كمقار دائمة أو مؤقتة له؛ ٢- المثابرة على إشغال وسائل التجميع التي لها مهمة تحريك الجيش الاسرائيلي، ليلاً نهاراً، والنجاح في هذه المهمة يعتمد على كشف تجمعات الجيش وحركتها بالقرب من الحدود عن الخط الثاني؛ ٣- تمركز الحزب عند الخط الثاني من القرى والتلال الذي يبعد نحو ٥ كلم عن الحدود، ومن هذا الخط يجمع الحزب المعلومات الاستخباراتية عن جيش العدو ويحدد الأهداف؛ ٤- المهمة الرئيسة لمجموعات الحزب الموجودة في الميدان هي أولاً إيقاع قتلى بين جنوده وثانياً أسر جنود إسرائيليين؛ ٥- أبرز وسيلة قتالية يستخدمها الحزب هي الخروج من الأنفاق وإلحاق أذى بجنود العدو؛ ٦- في حرب ٢٠٠٦ كان مقاتلو الحزب يعتمدون على قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات بصورة أساسية لتدمير المباني التي يقيم فيها الجنود الإسرائيليون؛ في هذه المرة طور الحزب قدراته باتجاه استخدام أنواع متعددة في الحرب: مثلاً بات يتمتع بالقدرة على إطلاق صواريخ ألماس المضادة للدبابات (توجه بدقة كبيرة إلى الهدف عبر استخدام آلية توجيه بصرية مثبتة في الجزء العلوي من الصاروخ).

 

ثالثاً- أجرى الحزب تحولاً في استراتيجية قتاله خلال فترة ما بعد الضربات الأمنية الإسرائيلية التي تعرض لها في النصف الثاني من شهر أيلول الماضي؛ حيث انتقل من “مرحلة هجمات رد الفعل” إلى “مرحلة توجيه نيران ذات استهداف أوضح وتهدف إلى تحقيق أهداف”؛ والمهم هنا أن لدى الحزب عدداً كبيراً من الأهداف العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي. 

 

والواقع أن كل هذه المواصفات التي يظهرها الحزب في ميدان الجنوب جعلت مسؤول في الجيش الإسرائيلي يصفه بأنه “خصم هائل” وجعلت صحيفة واشنطن بوست تؤكد على أنه – أي الحزب – انتقل من “منظمة” إلى “جيش”. 

 

ويجيب محلل يديعوت احرنوت العسكري على سؤالين مطروحين؛ الأول بخصوص هل أن مشاركة الحزب بالحرب في سورية أفادته أم أنها ألحقت به أضراراً أمنية؛ ويجيب بأن مقاتلي الحزب أصبحوا أفضل تدريباً وأكثر خبرة بعد القتال في سورية؛ وباتوا مسلحين بأسلحة أكثر تقدماً من تلك التي كانت معهم في حرب ٢٠٠٦. 

 

السؤال الثاني بشأن ما إذا كان الحزب فقد قدراته الاستراتيجية (الصواريخ الدقيقة)؛ يرى يشاي أن الحزب لا يزال يملكها ولكنه يعتمد استراتيجية التدرج في إظهار ترسانته العسكرية؛ وهو حتى الآن لم يكشف بعد عن الذخائر الأكثر فتكاً والأطول مدى التي يملكها. 

 

كيف يبدو تقدير الموقف عن حال الميدان على الحدود من قبل الجانب الإسرائيلي(؟؟): 

 

أولاً- حتى الآن حقق الجيش الإسرائيلي منذ بدء مناورته البرية في لبنان “إنجازات كبيرة” – حسب وصف الجانب الإسرائيلي – على خط التماس الذي يشمل قرى شيعية في جنوب لبنان؛ حيث فكك البنى التحتية التابعة لحزب الله فيها والموجودة فوق الأرض وتحت الأرض. لكن إسرائيل تقول بالمقابل إن الجيش لم يصل بعد إلى جميع قرى التماس الواقعة بين رأس الناقورة ومزارع شبعا؛ لكنه يعتبر نفسه أنه جاهز للوصول إليها!!. 

ثانياً- عملية التوغل البري الإسرائيلية لها اعتباران إثنان يحركانها؛ أحدهما عسكري والثاني سياسي؛ والأخير هو الذي يتحكم بمسألة متى تنتهي الحرب مع لبنان؛ وهذا الأمر يفسر لماذا تتبع إسرائيل استراتيجية التفاوض مع لبنان تحت النار: أي ربط المفاوضات مع لبنان بشرط أن تجري تحت وطأة ضغط عسكري كثيف…

Exit mobile version