رئيس جمعية بيروت منارتي المحامي مروان سلام: جوزف عون قائداً إستثنائياً لوطن جريح.
بتواضع صلب، تستقبلك هامة عسكرية وطنية تشعر أمامها بأن لبنان كحجر من صوان لا يصونه إلا جيشه، لا يحميه إلا مؤسسته العسكرية التي جعل منها _في زمن الخيبات السياسية_ مؤسسة عسكرية متماسكة محايدة بكل ما للكلمة من معنى، همه الوحيد فيها والأوحد وحدة أرض لبنان وشعبه.
تلك هي المعادلة الماسية الحقيقية التي تجمع الأرض والشعب ليتشكل منهما وطنا يليق بأبنائه.
فلا مراهنات سياسية لديه، ولا إبتزازات دستورية، ولا يقبل المزايدات على وطن لا يريد من حدوده سوى أن تكون بحمى بندقية واحدة، بندقية الجيش اللبناني.
ولا يريد للداخل اللبناني سوى الإستقرار والأمن والسلم الأهلي، في زمن باتت المساحة الكبرى فيه لأصحاب رؤوس العصبيات المذهبية التواقة إلى حروب أهلية جديدة تجعل من الدولة اللبنانية ساحة قتال ودم مستباح تنهك بها جيشه.
“لن أسمح بذلك” قالها
قائد الجيش جوزف عون بنبرة عسكرية واثقة حاسمة جازمة.
نعم إنها جريمة كبرى وخطيرة تلعبها الطبقة السياسية بحق لبنان، حين راهنت على تقلب المناخ السياسي ورياح التغيّرات الإقليمية والدولية، قبل وبعد إنتهاء رئيس الصدفة ميشال عون من ولايته “ولاية الفراغ”، لتجعل مرة أخرى هذه الطبقة السياسية من كرسي رئاسة الجمهورية كرسيا فارغا في الشكل والمضمون تنتظر له من الخارج كعادتها كلمة السر، دون أن تكترث للعدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي جعل من لبنان بآلته الفتاكة أرضا محروقة أكلت منه الأخضر واليابس وهدمت الحجر وهجرت مليون ونصف من البشر.
ودون أن يرمش لها جفن وطني واحد، يتكرر الأمر نفسه مع تلك الطبقة السياسية الحاقدة على البلد، إذ تريد للفراغ أيضا بأن يمتد للمؤسسة العسكرية هذه المرة، فلن تمدد لقائد الجيش، ولن تعيّن قائدا آخر إلا في الربع الساعة الأخير، كي تضمن بأن للقمار والرهانات السياسية دور كبير في ملعبها، حيث لا حاجة وطنية ملحة ولا طارئة في قاموسها، لتخرج قائدا أزعجها دخوله نادي المرشحين إلى رئاسة الجمهورية بقوة حضوره الوطني.
اللهم إني بلغت اللهم فإشهد، هناك في فندق المجلس النيابي مئة وثمانية وعشرون “نائما” إن لم يفيقوا الآن وينتخبوا رئيسا جامعا للجمهورية، مع تشكيل حكومة وطنية جامعة تعيد للدبلوماسية اللبنانية مكانتها وحركتها في المحافل الدولية توقف بهم آلة العدوان الإسرائيلي، وتطبق القرار ١٧٠١، وتنشر الجيش اللبناني على كامل الحدود في الجنوب، حين ذاك لا محالة، سيصبح لبنان مع عاصمته غزة ثانية في غضون شهر إضافي واحد.
فماذا تريدون؟ أتريدون قنبلة ذرية تعيدكم إلى رشدكم الوطني؟ هذا إن كان لديكم رشد ووطنية.