الهديل

خاص الهديل: ماذا يعني إعلان الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله؟!

خاص الهديل ..

بقلم: ناصر شرارة

يسود انطباع عميق بأن إحلال الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله هو إجراء مؤقت؛ وأنه يضمر جعل الحزب يمر بمرحلة انتقالية على مستوى إعادة ترتيب بنيته السياسية الداخلية.

.. صحيح أن الشيخ نعيم قاسم شغل منذ فترة غير قصيرة موقع نائب الأمين العام لحزب الله؛ وهو بموجب هذا الموقع كان يعتبر نظرياً وتنظيمياً الرجل الثاني في حزب الله بعد السيد حسن نصر الله؛ ولكن واقع التوازنات الفعلية داخل الحزب لم تكن على هذا النحو؛ فالشيخ نعيم قاسم كان نائباً للسيد نصر الله ولكنه لم يكن يتم النظر إليه كوريث طبيعي له. وبدل ذلك كان دائماً يتم النظر داخل حزب الله إلى السيد هاشم صفي الدين على أنه الرحل الثاني الفعلي في الحزب؛ والرجل الثاني الفعلي بعد إبن خالته السيد حسن نصر الله. وإلى ذلك كان السيد صفي الدين يمارس عملياً منصب رئيس حكومة حزب الله وصاحب قرار بالتنسيق مع السيد نصر الله في إدارة ملف سياسات الحزب اللبنانية.. أما الشيخ نعيم قاسم فكانت مسؤولياته تقع في أنه مسؤول عن ملفات معينة يكلفه بها نصر الله، كملف مدارس الحزب وملف الانتخابات النيابية..

قبل أن يتفرغ الشيخ نعيم قاسم لمسؤولياته في الحزب كان مدرساً لمادة الكيمياء؛ وخلال وجوده في موقع نائب الأمين العام للحزب كان يوزع نشاطه بين عدة ملفات مهمة أُسندت إليه يظل أبرزها إدارة ملف الانتخابات النيابية. لقد أشرف الشيخ نعيم قاسم على هندسة تحالفات الحزب الانتخابية على مدى الدورات النيابية الماضية التي عقدت منذ اتفاق الطائف.. لم يصب دائماً نجاحاً في إدارته لمعارك حزب الله الانتخابية النيابية؛ ولكنه ظل يعتبر الأكثر تخصصاً في هذا الملف من بين جميع أترابه قياديي الصف الأول في حزب الله.

.. وعلى هذا يعتبر الشيخ نعيم قاسم من القياديين السياسيين المدنيين المشيخيين في حزب الله؛ فهو لم يتدخل في العسكر ولا في الأمن، ولم يكن من ضمن مهماته حتى شؤون التنظيم؛ بل اقتصر عمله على مهام تجسد البعد المدني والسياسي لحزب الله.

.. وعليه يبدو لافتاً أنه في لحظة أن حزب الله يخوض أكبر معاركه العسكرية، فإنه يتم اختيار أمين عام له ينتمي للبيئة الأكثر سياسية داخل الحزب؛ وينتمي أيضاً لبيئة العمل المدني والانتخابي وليس العسكري ولا الأمني داخل حزب الله.. وكل هذا يشي بأن الشيخ نعيم قاسم هو أمين عام مؤقت، يريد من وراء واجهته أن يمرر الحزب فترة صعبة أمنياً؛ وذلك بانتظار أن تسود هدنة تسمح له بإعادة ترتيب التوازنات الداخلية لحزب الله وذلك على نحو يجسد احتياجات لحظة ما بعد السيد نصر الله، وما بعد أن الحزب خاض حرباً غير مسبوقة، وفقد في خلالها الكثير من قياديه العسكريين والذين لديهم أدواراً حساسة داخل الحزب؛ ما حتم عليه أن يخفي ما بقي منهم عن أعين الموساد والمخابرات الأميركية، وراء ستارة الشيخ نعيم المدنية والسياسية وغير المسؤولة عن حروب أمنية أو عسكرية سابقة.

Exit mobile version