نجحت الجزائر في تأمين إجماعٍ تاريخي داخل مجلس الأمن الدولي لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في ظل التشريعات التي اعتمدها الكنيست الإسرائيلي وتهدد بعرقلة أنشطة الوكالة.
البيان الصحفي، الذي بادرت به الجزائر، يعبر عن قلق عميق تجاه هذه التشريعات ويطالب إسرائيل بالالتزام بتعهداتها الدولية وضمان حصانة “الأونروا” وسلامة عملها.
وأكد أعضاء مجلس الأمن في بيانهم المشترك أهمية دور “الأونروا” باعتبارها الركيزة الأساسية للعمل الإنساني في غزة والمناطق التي يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيون في الأردن ولبنان وسوريا.
وحذر البيان من تداعيات أي محاولات لتقليص أو تقويض عمليات الوكالة، حيث سيترتب على ذلك عواقب إنسانية مروعة تمس حياة الملايين من الفلسطينيين، ما قد يؤدي إلى تصاعد الاضطرابات في المنطقة.
وشدد البيان على مطالبة الاحتلال الصهيوني بالسماح الفوري وغير المشروط لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوفير جميع الخدمات الأساسية المطلوبة بشدة من قبل المدنيين المحاصرين، بما في ذلك الالتزام بمبادئ الحياد والإنسانية والاستقلال.
وفي هذا السياق، رحب أعضاء مجلس الأمن بتقرير اللجنة المستقلة، برئاسة كاثرين كولونا، الذي يعزز من التزام “الأونروا” بمبدأ الحياد، ودعوا لتسريع تنفيذ توصيات التقرير.
كما أعرب مجلس الأمن عن تقديره لجهود موظفي “الأونروا”، الذين يواصلون العمل في أصعب الظروف، مؤكدين على ضرورة الاستمرارية غير المشروطة لخدمات الوكالة، وأشادوا بجهود الدول الأعضاء لدعم “الأونروا” بشكل أكبر.
هذا البيان يعد إنجازاً دبلوماسياً يعكس التأثير الجزائري في الساحة الدولية، ويؤكد موقفها الثابت تجاه دعم القضية الفلسطينية وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ويضع مجلس الأمن أمام مسؤولياته الإنسانية.