كتب رياض الأسعد…
ليست المرة الأولى في تاريخ شيعة جبل عامل هكذا …نكبة…
في تاريخهم الحديث مرت عليهم محن صعبة وطويلة،منها ما هو مرتبط بخيارت قيادتهم السياسية، منها ما هو مرتبط
بخصوصية موقعهم الجغرافي،ومنها ما هو مرتبط بفرداة تركبيتهم الدينية.
النكبة الأولى و هي نكبة احمد باشا الجزار١٧٧٦-١٧٨١ والقضاء على ناصيف النصار و الكيان العاملي المستقل.
النكبة الثانية ، وهي نكبة حملة فرنسا ١٩٢٠ على جبل عامل والقضاء على الخيار العربي الفيصلي.
اما النكبة الثالثة ، فهي نكبة حرب إسرائيل٢٠٢٤ الحالية والهادفة الى القضاء على حزب الله والمجتمع المقاوم.
في النكبات الثلاثة:
١- تم القضاء او إزاحة القيادة الوائيلية، وعلى القيادة السياسية الدينية لمؤتمر وادي الحجير،والقيادة الحزبية لحزب الله .
٢- استهداف البيئة الحاضنة بشكل شرش ومنهج.
٣-تدمير ممنهج لمقومات صمود المجتمع العاملي.
٤-خلق بدائل سلطوية مناهضة للقيادة المنكوبة.
٥-استمرار العمل المقاوم ولفترات طويلة ومتقطعة.
٦- التواصل إلى تسوية معينة مع أصحاب الارض. صلح سليمان باشا العادل مع بني وائل عام ١٨٠٧ ،الاعتراف بالشيعة كطائفة مستقلة عام ١٩٢٦، والقرار ١٧٠١ في ٢٠٠٦ (٢٠٢٤ !) .
وصحيح انها عانت طويلا مثل باقي المجموعات البشرية المتواجدة بجوارها من استبداد عباسي الى فاطمي إلى مملوكي إلى صليبي إلى عثماني إلى فرنسي الى إسرائيلي، الا انها تميزت عن غيرها من المجموعات ” اللبنانية” بقدرتها على استيعاب هذه النكبات وعدم الانكسار أمامها.
من هنا سوف يأتي الفشل الاسرائيلي، إذ انهم لن يستطيعوا القضاء على ما هو بصلب ايمان الناس.
فهيهات منا الذلة، هي اكسير وجودهم.
و هم مشاريع شهادة دائمة.
وهم مشاريع حياة دائمة