خاص الهديل…
قهرمان مصطفى….
خلال الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد الدول العربية، ظلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتكتم على حجم الخسائر الحقيقية التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي؛ ففي حربه الحالية – الجيش الإسرائيلي – ضد غزة ولبنان، يشير جنرالات سابقون في الجيش الإسرائيلي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، خاصةً منذ بدء العـ ـدوان البري على جنوب لبنان، على الرغم من التصريحات الرسمية المتحفظة للجيش.
منذ بداية العـ ـدوان على جنوب لبنان، تكبدت إسرائيل خسائر ملحوظة، حيث تشير بيانات المـ ـقاومة إلى تدمير 40 دبابة ميركافا ومقتل حوالي 90 ضابطا وجنديا. كما أعلن الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي عن مقتل 10 من جنوده وإصابة 20 آخرين في يوم واحد فقط من المعارك.
تساؤلات عديدة تثار حول سبب إخفاء إسرائيل لحقائق خسائرها في الحرب المستمرة، والتي تشمل الآن لبنان وإيران؛ وعليه يمكن تفسير ذلك من منظورين: الأول يتعلق بالتأثير النفسي للاعتراف بالخسائر، الذي قد يؤدي إلى تراجع الرغبة في الانضمام للجيش وفقدان الثقة في الرواية الإسرائيلية عن قوة الجيش وقدرته على حماية كيانه.
والثاني، تكمن الرقابة العسكرية في عدم نشر معلومات حول الأضرار والخسائر في الجبهة الداخلية، خاصة بعد بدء حزب الله عملياته؛ فالحكومة الإسرائيلية تضع رقابة مشددة على وسائل الإعلام، حيث تخضع حوالي 2240 مادة صحفية سنويا للرقابة، مما يمنع نشر أي معلومات حساسة قد تؤثر على الأمن الوطني.
من جانب آخر، تؤكد تصريحات غير رسمية من بعض الجنرالات السابقين على وجود خسائر فادحة تسعى إسرائيل لتغطيتها من أجل الحفاظ على الروح المعنوية؛ فالوضع في شمال إسرائيل يشير إلى تحديات كبيرة، مع نزوح حوالي 100 ألف شخص وتدمير واسع النطاق.
على الصعيد الاقتصادي، تتكتم تل أبيب على الأرقام، رغم ما تكشفه بعض التقارير العالمية، حيث تشير تقديرات إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي تكبد خسائر تقدر بحوالي 25 مليار شيكل (6.8 مليار دولار) منذ سبتمبر، مما يزيد من عجز الميزانية.
في ضوء هذه الأوضاع، يبقى التساؤل: هل ستتمكن إسرائيل من الاستمرار في الحرب مع هذا النزيف المتواصل في خسائرها العسكرية والاقتصادية أم ستبقى لغة التكتم تسيطر على المشهد الإسرائيلي الداخلي؟