خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
أربعة أيام تفصلنا عن الانتخابات الأمريكية، وهي مدة غير كافية لاستدراك ما ضيّعته واشنطن على مدار عام كامل. وبالتالي، لا يوجد أمل في إبرام صفقة التهدئة المنتظرة في غزة أو وقف لإطلاق النار في لبنان، بغض النظر عن نوايا الوسطاء وجهودهم المتزايدة.
يتضح من المشهد الحالي أن بنيامين نتنياهو قد حقق أهدافه بشكل كامل، سواء من خلال الحرب الشاملة على غزة أو توسيع قائمة أهدافه من الضفة الغربية إلى لبنان، بما في ذلك استدعاء إيران للميدان؛ والأهم من ذلك، تمكن من تطويع إدارة بايدن بدلاً من الاعتماد عليها، واستطاع أن يستخدمها ضد مرشحتها كامالا هاريس؛ وإذ ما فاز دونالد ترامب، فمن المتوقع أن تلعب قضايا الشرق الأوسط دوراً في فوزه، وإذا حدث شيء آخر، فلن تقدم النائبة الباهتة ما يختلف عما قام به رئيسها.
في سياق السباق نحو البيت الأبيض، بدا الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي أكثر حيوية من منافسته الديمقراطية، رغم الفارق العمري؛ فقد تغيرت مراكز القوى نسبياً بعد انسحاب بايدن لصالح كامالا، التي قدمت أداءً متماسكاً في مناظرتهما الوحيدة. إلا أن المؤشرات بدأت تتغير مرة أخرى، لتشعل المنافسة؛ وعليه تدور النقاشات الحقيقية في الوقت الراهن حول ثلاث قضايا رئيسية: الإجهاض والاقتصاد والهجرة. ففي حين تتفوق السيدة الملونة في قضية الإجهاض، يتفوق رجل الأعمال الأبيض في الاقتصاد والهجرة. كما أن كامالا تشارك في تبعات السياسات الخارجية والداخلية للإدارة الحالية، مما يجعلها تعاني من عدم القدرة على الانفصال عن رئيسها، وتحاول التوازن في المسألة الفلسطينية، لكنها لم ترضِ التقدميين والشباب من حزبها، ولم تحقق توقعات اليمين الإسرائيلي.
أما في الولايات السبع المتأرجحة، فتظهر الاستطلاعات نتائج متقاربة، بينما يشهد المنافس غريماً يرافقه مجموعة من العرب والمسلمين في ميشيغان، مما يثير التأييد بشكل غير مريح.
أما بالنسبة للهدنة أو وقف إطلاق النار في غزة أو لبنان، فإنهما بعيدتان عن التحقيق أكثر من أي وقت مضى، حيث أن المكاسب التكتيكية تحفز نتنياهو على التصعيد. وبالمنطق، فإن الإدارة الأمريكية التي فشلت في تغيير المسار على مدى عام، لن تستطيع إحداث معجزة خلال أيام قليلة؛ بحيث سيواصل الائتلاف الحاكم في تل أبيب رفض أي مقاربة قد تعيق تأطير مستقبل حزب الله، سواء بالنار أو بالسياسة. وتجدر الإشارة إلى أن جبهة لبنان مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنزاع الأساسي في غزة. حتى إذا تم تحقيق بعض التهدئة في القطاع، فإن ورثة السنوار لن يتجهوا نحو التنازلات، خاصةً في ظل ضغط قيادة الممانعة.
الخلاصة أنه لا توجد صفقة ولا وقف لإطلاق النار في غزة أو لبنان في الأفق القريب؛ ومن المحتمل أن تستمر حالة الضباب حتى الربع الأول من العام المقبل، مع اكتمال تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد واستعداده لمواجهة الملفات المعقدة.