خلف الحبتور:
“لن نتأخر بالوقوف مع الشعب اللبناني في كل فرصة”
في كل يوم جديد، وفي كل مرة أسمع فيها أنغام أغاني السيدة فيروز أو أتابع الأخبار على شاشات التلفاز، تتملكني مشاعر القلق والحزن على ما يعيشه الأخوة اللبنانيون من مآسي في هذه الحرب الأخيرة، وذلك بعد سنين من الأزمات المتتالية التي تركت أثارها العميقة في قلوبهم وهواجس كبيرة خوفاً على مستقبلهم.
أثمان باهظة يدفعها اللبنانيون لذنب واحد وهو ثقتهم بمن لم يكونوا أهلاً لها، ومن وجدوا في كل مرة فرصة لتثبيت أنفسهم في مراكز الزعامة على حساب راحة وأمن وسلامة واستقرار المواطنين. هؤلاء أنفسهم اليوم ورطوا اللبنانيين في هذه المواجهة الباهظة الثمن، من خلال اصطفافهم مع من كان خلفها. والآن يريدون تعيين أنفسهم رعاةً للحل ووكلاء لإعادة الإعمار.
لقد استوقفني كلام أحد السياسيين من رموز أصل الأزمة حيث نصّب نفسه مشرفاً على إعادة الإعمار، ومؤتمناً على المساعدات المتوقعة من الدول العربية لإعادة بناء ما هدمه البعض بالسلاح والبعض الآخر بالتعطيل.
فهل من لبناني عاقل قد يصدق هذا الطرح؟ وهل من دولة عربية مستعدّة لإعادة إعمار ما قد تسبب في هدمه من يطالبونهم بالدفع؟ وهل من العدل أن تدفع الدول العربية فاتورة هذه التهورات التي قام بها من يضمرون لها العداء سراً وعلانية؟
لا شك أننا لن نتأخر بالوقوف مع الشعب اللبناني في كل فرصة، والمساعدات التي توجّه في هذه الأيام لـ #لبنان أكبر إثبات على ذلك. ولكن، أين اللبنانيون أنفسهم من وضع الأساس لإعادة الإعمار الهندسي والهيكلي لهذا البلد العربي العزيز؟ فليشمّروا عن سواعدهم ويبدؤوا عملية التطهير والإعمار، وبإذن الله لن تتأخر الدول التي تحب لبنان عن الوقوف بجانب اللبنانيين إن هم فعلا اختاروا الحياة والنهضة والعزّة والكرامة.
رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور
مؤسس ورئيس مجلس إدارة الحبتور غروب