خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
اليوم بات تحقيق المصالحة الفلسطينية أمراً ضرورياً لا يحتمل التأجيل، خاصةً في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها فلسطين. فالصراع المستمر وحملات العدوان الإسرائيلية تستهدف تدمير كافة مقومات الحياة وتصفية القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة، بل وتصل الأمور إلى ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية؛ طبعاً وكل هذا هدفه تقطيع أوصال قطاع غزة والضفة الغربية، إضافةً إلى أعمال تهويد المدينة المقدسة، مما يجعل من الصعب تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي ضوء مايحصل من مقاربات خجولة بين حركتي فتح وحماس، والمعاناة المستمرة للفلسطنيين؛ لا يمكن تبرير استمرار الانقسام الفلسطيني. فالوحدة والاصطفاف أصبحت مسؤولية وطنية ملحّة تتطلب تجاوز الاختلافات السياسية. فالشعب الفلسطيني يواجه إبادة جماعية، بينما تُسلب أراضيه ويُستمر في ارتكاب الجرائم في ظل صمت عالمي يشجع على ذلك.
في هذا السياق، دول عدة لم تتوانى في لم الشمل الفلسطيني، وعلى رأسهم الدور المصري، الذي أسهم في إحراز تقدم ملحوظ في المفاوضات بين حركتي فتح وحماس. حيث أبدت الحركتان مرونة كبيرة خلال لقاءاتهما في القاهرة، وتم الاتفاق على إنشاء لجنة للإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة، ما يعد خطوة هامة نحو مواجهة ما يُخطط له في مرحلة ما بعد الحرب.
من المقرر أن تتبع هذه اللجنة السلطة الفلسطينية، وستكون مكونة من شخصيات مستقلة، وستخضع لإشراف مرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس. ونتمنى أن تسفر هذه المفاوضات عن تشكيل اللجنة بشكل نهائي وتوصل الأطراف إلى اتفاق دائم للمصالحة.
وعلى الرغم من محاولات تشويه الدور المصري والتقليل من تأثيره، فإن مصر تواصل جهودها دون اكتراث لهذه الدعايات. ومن المؤسف أن البعض ينجر وراء هذه الشائعات وينفذ رغبات الأعداء، متجاهلاً أن مصر هي قلب الأمة العربية، وأن موقفها من القضية الفلسطينية لا يتأثر بمصالح آنية.
تاريخياً، والحق يُقال بأن مصر لم تبخل بتقديم الدعم المستمر للقضية الفلسطينية، وكانت جهودها عاملاً حاسماً في إحداث اعتراف دولي بها، مما حولها من قضية لاجئين إلى قضية وطنية.
وأخيراً، إن نجاح مصر في تقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس يُثبت مجدداً أن المزاعم حول تراجع الدور المصري الإقليمي ليست إلا أوهام. فمصر ستظل دوماً هي القوة الأكثر تأثيراً في مجريات الأحداث بالمنطقة.