جعجع: أمامنا نحو 3 إلى 4 أشهر لبلورة الأمور
أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان الحملة التي أُطلقتضد الجيش اللبناني منذ اسبوعين تقريبا وتبعتها مواقف الأمين العاملـ“حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، تمثل أكبر عملية تجنٍ وغشٍ نشهدها،وعزا سببها الى رغبة أصحابها بتحجيم “الجيش” لانه الوحيد القادر،في المرحلة المقبلة، على سد الفراغ في الجنوب وفي كل لبنان.
وذكّر في مقابلة ضمن برنامج “جدل” على الـLBCI مع الإعلاميماريو عبّود ان الميثاق الوطني وُضع بين المسلمين والمسيحيين لا بينالموارنة والأرثوذكس والشيعة والسنة والدروز. وطمأن إلى أن لا تخوفمن الانزلاق الى حرب أهلية، باعتبار أنها كلمة كبيرة وتحتاج الى قرار،علما ان ما من فريق لبناني يرغب بها. وشدد على ان الضمانة تكمنفي قيام الاجهزة الأمنية والجيش اللبناني كل بدوره، كي لا تذهبالاشكالات الى ابعد من حدّها.
وأشار إلى أن “التنافس الشديد الذي شهدته الولايات المتحدة انتهىخلال أقل من 24 ساعة بعد اتمام العملية الانتخابية، ولم نسمع أحدًايقول إن الأمور لا تتم إلا بالتوافق كما يحصل في لبنان، حيث مرتسنتان ولم نستطع انتخاب رئيس للجمهورية.”
اضاف: “هل يمكن أن نسأل المجموعات النيابية التي ترفض أن تُقدمعلى اي خطوة عملية في الوقت الحاضر، ما اذا كانت تؤيد ما حصلفي اميركا؟ وفي حال أيدتها فلماذا لا تتجه الى اتخاذ خطوة عمليةكالتوقيع على عريضة؟ هناك 127 نائباً، باعتبار ان واحدا من النواب لا يتكلم، يرددون بشكل دائم مؤكدين على ضرورة اجراء الاستحقاقالرئاسي، فلماذا لا يوقعون على عريضة يطالبون فيها بإجراءالانتخابات، ويكفي أن تتضمن تواقيع أكثر من 86 نائباً؟ وفي ظلالفراغ الرئاسي، يمكن وبحسب الدستور في أي وقت ان يجتمع 87 نائباً لعقد جلسة يترأسها كبير السن بينهم، هذا في حال بقي رئيسالمجلس النيابي نبيه بري على موقفه بعدم الدعوة الى جلسة قبلالتوافق على اسم الرئيس“.
وردا على سؤال، استغرب جعجع مقولة من يدّعون ان تطبيق الدستوريؤدي الى إشكال، متجاهلين ان هذا هو الدستور ومتذرعين بأن ثمة منيخيفنا بهذا المفهوم، ولذلك “منعمل متل ما بدو أو بيعمل مشكل“.
واذ شدد على أن “الطائفة الشيعية كانت دائماً من الطوائف المؤسسةفي لبنان و“كل عمرا على أفضل ما يكون مع باقي الطوايف“، لفتجعجع الى ان “حزب الله سيطر طيلة السنوات الـ40 الماضية علىقرارها لعشرين سبب وسبب، وهي أسباب لا تبدأ بالتاريخ فحسب ولاتنتهي بالجغرافيا وما بينهما، ولكن هذا لا يعني ابدا ان هذه هيالطائفة الشيعية الحقيقية“. وذكّر بأن “كثيرين يتناسون بنود الميثاقالوطني التي وُضعت بين المسلمين والمسيحيين، لا بين الموارنةوالأرثوذكس والسنة والشيعة والدروز واي طائفة اخرى“.
وعما إذا كان يقبل بجلسة لانتخاب رئيس لا تشارك فيها الطائفةالشيعية، أجاب معلّلا: “نعم، الدستور يجيز ذلك والميثاق الوطني أيضا،فإذا رفض الموارنة على سبيل المثال أمراً فهل يُعطَّل البلد على أثره؟”
وعن موقف بري الرافض لعقد جلسات من دون مشاركة “القواتاللبنانية” و“التيار الوطني الحر“، اعتبر جعجع أن “هذا الرفض يعودلعدم رغبته بعقد جلسة، وفي حال اعتمد هذا المبدأ فهو مبدأ خاطئأدى الى التعطيل منذ 40 سنة الى اليوم وأوصل البلد الى الهاوية التييتخبّط بها“. وأردف: “ان الحل إما بتعديل الدستور بالنظر الىالممارسات التي تتم الآن لتأسيس دستور جديد، أو البقاء على الحاليالذي ينص على اجراء انتخابات رئاسية، وبالتالي من غير المقبولالمطالبة بالتوافق قبل الانتخابات“.
وبعدما رفض “رئيس القوات” ممارسة سياسة التخويف الدائم منحصول فتن واندلاع اشكالات في البلد، اوضح ان “هذا الواقع الذيزرعوه في المفهوم اللبناني ليس من الضروري أن نقبل به، فمنذ سنتينتمت الانتخابات النيابية وكانت حامية جداً على الصعد كافة وبعدصدور النتائج لم يحصل شيء في البلد، الا ان محور الممانعة هو منعطل الانتخابات الرئاسية منذ اللحظة الأولى وما زال مستمرا بذريعةأن “لا رئاسة قبل وقف اطلاق النار“، في حين أن لبنان يعاني من كارثةاستراتيجية ووطنية وإنسانية ومعيشية، وبات بأمس الحاجة الى رئيسأكثر من أي وقت آخر“.
وتوجّه بسؤال “لكل الآخرين“: “إذا كان محور الممانعة يقوم بهذهالممارسات، فأين أنتم منها بعيدا من الكلام؟ يتوجّب عليكم مطالبةالرئيس بري بالدعوة الى جلسة انتخابية وفي حال رفضه، يتوجّه 87 نائباً بشكل تلقائي إلى البرلمان لانتخاب الرئيس“. وتابع: “لا يمكن لأيمجموعة تعطيل البلد والسير خلافا للدستور وللأكثريات الأخرى كلها،علما ان هذا الأمر يجب الّا يأخذنا الى اقتتال داخلي، وفي حالحصل، فهذا يعني أن ثمة مشكلة أعمق وأكبر بكثير مما نشير اليه. وحبّذا لو نسأل إن كان يجوز أن تعطل الطائفة الشيعية الطوائفالمسيحية والسنية والدرزية، بدلا من ان نسأل: هل يجوز بقاء الطائفةالشيعية خارج جلسة الانتخاب؟“.
وعن موقف الكتل الأخرى من هذا الطرح، اكتفى بالقول: “أي كتلأخرى؟ على الدنيا السلام، باستثناء من هم في المعارضة“.
وأردف: “”الشغلة يلي ركبت عوجة من 40 سنة صعب الخروج منها“،لكن يجب التخلص منها وإلا “مكانك راوح“. نمر بهذه الأزمة كوننانتصرف وفق هذا الأسلوب، فنحن نحاول باستمرار مطالبة الكتلالأخرى بالاجتماع من أجل انهاء الفراغ الرئاسي الا انّها ترفض بحجةالتخوّف من اندلاع اشكالات في البلد. وهنا نسأل: هل وجودنا اليوم بلارئيس، ألا يسبب مشكلة في البلد؟ وهل من مشكلة أكبر من هذهالمشكلة؟ ما الأسباب الوطنية الموجبة التي أوصلت البلد الى هذا الحد؟فلو حذّر الجميع “حزب الله“، كما فعلنا، من ان أداءه سيؤدي الى حرب“طويلة عريضة” وكفوا عن المسايرات، لما وصلنا الى هذه النتيجة. للأسف، ما تزال المسايرات ومحاولات ارضاء “كل الكون” مستمرة“.
وعن طمأنة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اللبنانيين إلى أنهسيسعى الى وقف الحرب، أشار جعجع الى أن “نيّة ترامب السياسيةهي لوقف الحروب في لبنان والعالم، ويبقى علينا الانتظار حتى تسلمهالحكم والانتهاء من تنظيم إدارته الجديدة واتخاذ الموافقات اللازمة،ليبدأ بعدها بالعمل السياسي، أي ان أمامنا نحو 3 إلى 4 أشهر لبلورةالأمور“. وتوقع جعجع “استمرار المعارك، في هذه المرحلة، لا بل تفاقمهاأكثر من السابق، فطرفا النزاع يعتبران انهما امام فرصة لتعزيزمواقفهما قبل التوصّل الى واقع يفرض محدودية في التحرك“.
اما عن هدف الاسرائيليين في الجنوب اللبناني، فقال جعجع: “”واضحشو عم يعمل الاسرائيلي بالجنوب، بس نحنا شو عملنا؟” منذ انطلاقجبهة الاسناد، كانت حسابات “حزب الله” خاطئة في مجملها، والنتيجةاليوم اثبتت ذلك، ومع الأسف يستمر الحزب بالمنطق نفسه. فخطابالشيخ نعيم قاسم الاخير خير دليل على ذلك. ولكن، في الواقع، ان مايجري اليوم هو تماماً ما خطط له الإسرائيلي، في الوقت الذي “يضحكفيه الحزب على الناس” للاستمرار في القتال استجابة لما هو مطلوبمنه“.
ردا على سؤال، اوضح “رئيس القوات” انه “منذ مجيء الموفد الأميركيآموس هوكستين الى لبنان، كان محور الحديث مطالبة اسرائيل بمنطقةعازلة تمتد من 3 إلى 5 كيلومتر حيث تتواجد التحصينات الأساسيةلحزب الله، اما الآن، وللأسف، فستصل المسافة الى ما بين 8 و10 كيلومتر، فمنذ شهر احتلّ الإسرائيليون 200 كيلومتر مربع تقريبا، بينماتطلّب احتلال غزة، ومساحتها 360 كلم، مدة من 8 الى 9 اشهر، مايعني انهم “مسبّقين كتير بلبنان” خلاف ما يسوّقه الحزب في هذاالاطار“.
جعجع الذي استند الى الوقائع على الأرض حيث أن الخط كله منالناقورة صعوداً ومن الخيام حتى بوابة شبعا تم “تنظيفه” من قبلالإسرائيلي، رأى “ضرورة معرفة العقيدة القتالية لعدوك من خلال مقارنةالأماكن الأخرى التي قاتل فيها، اذ ان الاسرائيلي لا يمكث في مكانلأنه يعتبر انه حيث يدخل ويبقى في أرض ليست له، سيتعرض للكثيرمن الخسائر، وبالتالي هو يعمد الى تنظيف الأرض ثم يخرج منها“.
تابع: “لقد نفذ الاسرائيلي في الجنوب ما يريده هو لا ما يقوله الشيخنعيم قاسم، وأتوقّف عند ذلك لا انتصاراً للإسرائيليين ولا انكساراً لحزبالله، إنما بعيدا جدا من ذلك، لأنقل الواقع كما هو. إذاً، يتحضّرالاسرائيلي للمرحلة الثانية ولا اعرف إن كانت حتى الليطاني أم لا،ولكن الأمر سيّان، فهو يدخل الى مجموعة من القرى بالأسلوب نفسه،ولو ان المرحلة الأولى كانت الأصعب لأنها الخط الاهم للحزب حيثالتحصينات الأساسية والتمركز الرئيسي، وهذا كله سقط للأسف،والآن ستبدأ المرحلة الثانية“.
وعما اذا كان لبنان سيصبح في موقع المقاومة اذا احتلّته اسرائيل، علّقجعجع قائلا: “إن الطروحات التي عرضت على الحكومة اللبنانيةواضحة، حتى الآن، وهي استلام الجيش اللبناني الجنوب، كما يجب،مع حكومة وسلطة توحيان بالثقة ومن دون اي وجود لتنظيمات مسلحةعلى الأراضي اللبنانية تمتلك صواريخ توجّهها الى إسرائيل، فعلىالرغم من ان اسرائيل لديها أطماع كثيرة، ولكن المطلوب من لبنان معلوممن الجميع، وقد طرحه هوكستين امام جميع اللبنانيين وتبلّغته قيادةالحزب، ويتمثّل بانسحاب “حزب الله” من الجنوب وانتشار “الجيشاللبناني“، إلا أن الجواب اتى من لبنان، قبل إسرائيل، ومضمونه “روحلعاب، مش واردة عنا“”
وإذ ذكّر بأن “ثمّة اتفاقية هدنة بين لبنان وإسرائيل موقعة في آذار1949 لحظت تخطيط الحدود اللبنانية الإسرائيلية، انتقد جعجع سياسةترهيب الشعب اللبناني القائمة منذ 70 عاما عبر التهويل بالأطماعالإسرائيلية“. واضاف: “هذه الاتفاقية لم تستند الى الخط الأزرق الذيشاركت في وضعه جماعة الممانعة، علما أنه لم يكن عليها القبول به الابما يتوافق مع الحدود الصحيحة. ويبقى الأهم خط الهدنة، اذ انإسرائيل لم تنجز اتفاق هدنة مع أحد الا مع لبنان، ولم يحصل شيءعند الحدود بين الأعوام 1949 و1965 الى حين بدء المشاكل فيالـ1965 مع تمركز المنظمات الفلسطينية المسلحة في جنوب لبنان. كمالم نشهد اي جديد بين ال2006 والـ 2024 ، وبالتالي بات واضحا ماالذي يفجر الوضع على الحدود، وهي العمليات الأمنية التي تنطلق منلبنان الى إسرائيل“.
“رئيس القوات” الذي أسف للوقوع في الأسوأ الذي سبق وحذر منه،اوضح “ماهية الزيارة الأخيرة لهوكستين الى إسرائيل، اذ طرح تطبيقالقرار 1701 بكل مندرجاته وهو ينص على انتشار الجيش اللبناني معقوات دولية لها الحق بالإشراف على طريقة تنفيذه، الى جانب مراقبةتهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية، فيما ستتمتّع إسرائيل بحقالتدخّل في أي وقت اذا ما رأت اي عملية تهريب، وهذا الطرح هوالأسوأ الذي وقعنا به نتيجة عدم تنفيذنا لضبط الحدود بشكل صحيح“
وردا على سؤال، وصف موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لجهة قولهان “حزب الله” تأخر بفصل جبهة لبنان عن غزة” بـ“الشجاع“، وتمنى“لو ان ميقاتي مارس ضغوطا على الحزب في السابق تجنّبا لما وصلنااليه“. وتابع: “حبّذا لو ان أصدقاء الحزب، اي الرئيسين بري وميقاتيوالرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حذّروه منمخاطر استمرار أدائه، ولا سيما انهم يدركون ذلك بشكل جيد، فكلامجنبلاط صحيح على ان الحرب طويلة والجميع تركنا، ما يعني انه كانيعلم ذلك“.
اما عن سبب عدم تطبيق الـ1701 كما يجب، فاعتبر ان “مجموعة منالسياسيين، منذ 40 سنة، لا تريد مواجهة احد وتسعى الى الحفاظعلى علاقة جيدة مع الجميع، الأمر الذي دمر الوضع“. وفي ما يتعلق بالحملة التي تُشنّ على “الجيش اللبناني“، وخصوصابعد عملية البترون، أكد جعجع ان “ما يتعرض له الجيش منذ اسبوعينتقريبا واستُتبع بموقف الشيخ قاسم يمثل أكبر عملية تجنٍ وغشٍنشهدها، اذ ان الجيش لم يتخذ قرار الحرب وبالتالي لا يواكب حيثياتهابل كلنا نعي ان “حزب الله” من اعلنها، لذا السؤال موجّه له: “كيف جاءهؤلاء الى البترون؟“، فهو من يمتلك القوة البحرية ومن يهمش الجيشويضعه على حدى منذ 30 سنة.”
واستطرد: “منذ سنوات، كان هناك ضابط في الجيش اللبناني أضاعالطريق وهو يقود مروحية واقترب قليلا من مركز للحزب فقتلوه، وهوالشهيد سامر حنا. اذاً ماذا تركتم للجيش في هذه المعركة كلها؟ لاالقرار يعود له ولا المواجهة ولا أي أمر آخر، وجميع اللبنانيين على درايةبما حصل في البترون. عملية الإنزال التي شهدناها سهلة جدا، فقدجاء الاسرائيليون بحرا عبر المياه الدولية بزوارق مطاطية لا تلتقطهاالردارات واستخدموا أجهزة تشويش عليها، فنفذوا العملية وغادروا.”
وتوجّه الى الشيخ قاسم بالسؤال: “كيف عرف الإسرائيليون مكانالسيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين؟ نحن من الذي عليه طرحالأسئلة عليكم لا العكس، فأنتم من يخوض الحرب ومن لم يقمبالحسابات الدقيقة.” وعزا هدف الحملة على الجيش اللبناني الى “رغبة أصحابها بتحجيم“الجيش” لانه الوحيد القادر، في المرحلة المقبلة، على سد الفراغ فيالجنوب وفي لبنان كله“.
جعجع الذي اعتبر ان “ما يطالب به رئيس الحكومة الاسرائيلية بنياميننتنياهو هو الأسوأ“، لفت الى “امكان تجنب هذه النتيجة من خلالتطبيق الحكومة بشكل جدي القرار 1559 ومنع حركة التهريب عبرالحدود وانهاء وجود التنظيمات العسكرية، ويتبعه تنفيذ القرار 1701 ونشر “الجيش” على الحدود ومن ثم تطبيق القرار 1680 الذي يؤديالى ترسيم الحدود مع سوريا واقفالها حيث ينبغي، علما ان نتنياهو“مسكّرها“”. وبعدما توقّف جعجع عند طروحات الشيخ قاسم الخيالية والتي تظهران إسرائيل موجوعة ونحن بألف خير، علّق: “يا شيخ نعيم، هل نتنياهولديه مليون نازح و3500 قتيل و15000 جريح؟ كيف يمكن تصويبالخطوات، في حين نحن بعيدون الى هذا الحد عن تشخيص الواقع؟“.
وعما اذا كان الحل يكمن في إنهاء وجود “حزب الله“وسلاحه، أجاب: “منذ العام 1990 وعلى اثر اتفاق الطائف كان من المفترض ان يكون“الحزب” في مكان آخر، ولكن للأسف لم يحصل ذلك، فبتنا في مكانشاذ أودتنا الى هذه المصيبة، من هنا يتوجّب انهاء أي وضعية شاذة،ان كان يتعلّق بسلاح حزب الله أو سواه، فيحذو حذو “القوات اللبنانية” التي طبّقت اتفاق الطائف. والى “الحزب” أقول: يكفي خسائر ودمار بسبب تصرفاتك، انظر ماذا فعلت بنفسك وبلبنان“
وردا على سؤال، أعرب عن عدم تخوّفه من اندلاع حرب أهلية “فهي كلمةكبيرة وتحتاج الى قرار، وما من فريق لبناني يريدها“. وذكّر انها “بدأتفي الماضي بشرارة اذ أراد فريق وضع يده على السلطة، الا ان اليوم لاقرارا بالحرب، ولو انه من الطبيعي حدوث بعض الإشكالات التي تُعالجبشكل فوري كما تعمل القوى الأمنية والجيش اللبناني وهم ضمانتنابأن لا تتطور هذه الإشكالات كي تصل الى مشاكل كبيرة“.
واذا كان لديه تطمينات الى الطائفة الشيعية، أجاب: “مع تأزم الوضعبقاعا، كان أبناء دير الأحمر أول من احتضن “جيرانهم” من ابناء هذهالطائفة التي تفوق اعدادهم بمرتين او أكثر اعداد أبناء “الدير” ولميتخوّفوا من هذه الاستضافة بل اعتبروها امرا طبيعياً.”
واستبعد ان يسبب هذا النزوح مشكلة في التوزيع الديمغرافي اذ بعدوقف اطلاق النار سيعود النازحون الى بلداتهم ليعيشوا فيها، ولو كانتمدمّرة“. وسئل عن انشاء اسرائيل خطا لرفض عودة اللبنانيين الى قراهم،فأجاب: “”ما بحط ايدي تحت بلاطة الإسرائيلي“، ولكن على السلطاتاللبنانية تطبيق القرارات الدولية الـ1701 والـ1559 والـ1680 والامساكبزمام الأمور ليخرج عندها الإسرائيلي بالقوة السياسية لا العسكرية“.
وللرئيس نبيه بري وجّه جعجع رسالة: “الضرر علينا عموما وعلى البيئةالشيعية خصوصا، لذا “صار بدا” الكثير من الجرأة والوضوح ووقفالمسايرة، ونحن لا نريد القتال حتى آخر شاب شيعي في لبنان ولاحتى لتدمير آخر حجر في بيت شيعي في لبنان، فقد خسرنا الكثير ولانتحمّل المزيد. اتخِذ القرار بتنفيذ القرارات الدولية مع الحكومة الحاليةوقل لمن تبقى من مسؤولي “حزب الله“: كفى، على أي أساس تستمرونفي القتال؟“. اما عن اعتبار الشيخ قاسم ان المعركة في بدايتها والحزب سيكونأقوى بعد الحرب، فشدد جعجع على ان “الحرب حسابات لا تمنياتوعواطف، والواقع واضح ولا يُظهر اي انتصار للحزب الذي لا يرغببتطبيق القرار 1701 لانه بمثابة انكسار له وانتصار لإسرائيل“.
واذ لفت الى ان “حرب تموز مختلفة عن الحرب القائمة اليوم، فاسرائيلتسعى الى رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط عن سابق تصوروتصميم“، رأى جعجع اننا “على باب حرب بين إسرائيل وايران واعتقدانها لن تنتهي من دون ضرب المنشآت النووية الإيرانية، خصوصا بعدوصول ترامب الى الرئاسة الاميركية والذي اعطى الضوء الأخضرلنتنياهو “يعمل اللي بدو ياه ويخلص“، وهذا عنوان المرحلة الآتية علىمدى شهرين ونصف شهر، وبالتالي ايران أمامها نتنياهو وخلفهاترامب“. ودعا “حزب الله” الى الحفاظ على نفسه كحزب سياسي لحماية ابناءالطائفة الشيعية و لبنان وإلا سيستمر في المسار الانحداري.
وعن استبدال اليونيفيل بقوات دولية، قال: “القوات الدولية تحت الفصلالسابع تضرب وتتصرف، هذا ما كان مطروحاً، ولكن مع تطور الأمور لاأعرف“. وحول حق التدخل الاسرائيلي عند رصده اعادة بناء اي مبنى عسكريأو مخزن للأسلحة، اعتبر انه “تصرّف غير مقبول ولكن كي لا نصل الىهنا حان وقت اتخاذ الخطوات الجدية فـ“إيام الكلام بالهوا ولّت“”. وردا على سؤال عن توقيت انتهاء هذه الحرب، اجاب: “الإسرائيليونيتحضرون للمرحلة البرية الثانية، ولا اعرف إن كنا سنشهد مرحلة ثالثة. انهم يعملون لابعاد “حزب الله” نحو 30 كلم عن حدودهم، مهما كلفالأمر، وعندها لا يمكن لصواريخ “الحزب” الوصول الى اسرائيل،وحتى الآن خسائر الجيش الاسرائيلي لا تتخطى الـ70 قتيلاً“.
اما عن الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، فقال: “بات عدد هذهالصواريخ قليلا، فبالأمس ضربوا 10 صواريخ بعيدة المدى، اعتُرض 9 منها في الجو، وبالتالي ان ردها بالنسبة لاسرائيل امر سهل، فيمايهمّها إبعاد راجمات “الكاتيوشا” التي يوجهها “الحزب” بأعداد كبيرة،ليتسنّى لها بعد ذلك الاستمرار في استهداف السيارات وتنفيذ بعضالاهداف الدقيقة. وهذا الوضع سيستمر في حال لم يطبق القرار1701″.
وعن الرسالة التي سيوجهها الى القمة العربية الإسلامية في الرياض،كشف انه يُرسل تباعا رسائل عدة وعنوانها: “1559، 1680، 1701″. وسئل عن امكان ايجاد رئيس جريء يتمتّع بالمواصفات التي طرحها“لقاء معراب“، اكتفى بالتعليق: “بناء الدولة يتطلب رئيساً من هذاالنوع، ولا شك أن ثمة 10 آلاف شخص يجرؤ على ذلك“. وجدد التأكيد ان “الرئيس التوافقي يعني “لا رئيس“، والحكومةالتوافقية تعني “لا حكومة“، وهذه المعادلات اوصلتنا الى هذا الوضع،لذا نبحث عن رئيس يتمتّع بالمواصفات الانقاذية المطلوبة وقادر علىالفوز“. اما عن مشاركة “حزب الله” في الحكومة المقبلة، فاجاب: “اذا تحولالى حزب سياسي سيشارك ولا أرى ان ثمة تسوية تبقي له سلاحه“.
وردا على سؤال عن انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساللجمهورية، أجاب: “هناك كتل نيابية كثيرة مع انتخابه، وأنا أعلنت انهمن المرشحين الجديين و“لا فيتو” منا عليه، ولكن قبل ترشيحنا له رسمياسنتحدث معه في الملف السياسي لنطّلع على مقاربته لبعض الامورالسياسية والحلول المطروحة لمعالجة الملفات الشائكة كالتهريب علىالحدود، على سبيل المثال“.
وبالنسبة الى طرح “الجمهورية القوية” التمديد لقائد الجيش وحده،او جعجع ان “طرح التمديد من قبل “القوات” اتى كالمرة الماضيةولكن في حينه أدخلت بعض التعديلات عليه