الهديل

خاص الهديل: ثلاثة مواعيد وثلاث نظريات بخصوص انتخاب فخامة الرئيس العتيد..

خاص الهديل…

بقلم: ناصر شرارة

هناك ثلاث نظريات تتفاعل في هذه الفترة بخصوص ملف انتخاب فخامة رئيس الجمهورية: 

النظرية الأولى تقول إنه لا انتخابات قبل وقف إطلاق النار؛ والسبب العلني المطروح وراء ذلك، هو أن نواب حزب الله لا يضمنون أن لا تقوم إسرائيل باغتيالهم وهم في طريقهم لحضور جلسة انتخاب فخامة الرئيس.

والواقع أن هذه الخشية تعني أن نواب حزب الله لن يشاركوا لأسباب أمنية في أية جلسة انتخابات رئاسية تجري قبل وقف إطلاق النار؛ والترجمة السياسية لذلك هي التالي: ١- انتخاب فخامة الرئيس في ظل استمرار إطلاق النار سيؤدي لانتخاب رئيس لا يشارك نصف نواب الشيعة بانتخابه؛ ٢- سيؤدي إلى الإتيان برئيس لديه مشكلة مع الحزب المتصف بأنه الأقوى، أي حزب الله!!

المعارضون لهذا الرأي يقولون إن نواب الحزب يتحركون بشكل عادي رغم استمرار الحرب؛ وذلك في مجلس النواب أو بفعاليات أخرى تجري خارج المجلس؛ ويتساءلون: لماذا تتبدد الخشية من اغتيالهم حينما يشتركون بمناسبات عديدة؛ ولا تعلو منسوب هذه الخشية إلا عندما يكون الموضوع مشاركة نواب الحزب باستحقاق انتخاب فخامة الرئيس. 

.. والواقع أن هناك مصادر مطلعة على أجواء الحزب تقول إن السبب الحقيقي لرفض الثنائي الشيعي حصول انتخابات رئاسية قبل وقف النار يعود إلى أن حزب الله لا يريد أن يكرر تجربة انتخاب بشير الجميل عام ١٩٨٢؛ فآنذاك عقدت الجلسة الانتخابية في ظل ظروف الاحتلال الإسرائيلي وتبع ذلك حصول كوارث في البلد كان أبرزها اغتيال بشير الجميل بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية. واليوم لا يريد حزب الله تكرار ظرف انتخاب رئيس في ظل أن البلد يشهد حرباً إسرائيلية عليه، ويشهد “احتلالاً” يومياً لسماء العاصمة من قبل “مسيرات الاغتيال الاستطلاعية الإسرائيلية” التي تحلق بمعدل ٢٤ على ٢٤ ساعة في اليوم..

وموقف حزب الله الحقيقي وغير المعلن هو أنه لا يريد انتخابات رئاسية في ظل تهديدات مسيرات الاغتيال الاستطلاعية الإسرائيلية في سماء لبنان وعاصمته وبالتحديد لا يريد تكرار ظروف انتخاب بشير الجميل.. 

ومن وجهة نظر حزب الله فإن ترتيب موعد انتخاب فخامة الرئيس يجب أن يأتي ثانياً بعد بند وقف الحرب الذي يجب أن يحتل صدارة المطلوب تحقيقه اليوم.

النظرية الثانية تتحدث عن انتخاب فخامة الرئيس قبل وقف الحرب؛ والسبب ليس أن أنصار هذه النظرية لا يريدون وقف الحرب، بل لأنهم يعلمون أن نتنياهو يتحجج بعدم وجود عنوان للشرعية اللبنانية الذي هو رئيس الجمهورية ذو الصلاحية بالتوقيع على المعاهدات والاتفاقات، كي يبرر أمام المجتمع الدولي عدم مسايرته لجهود وقف حربه على لبنان.

ويقول أنصار نظرية انتخاب رئيس للجمهورية الآن أن عدم انتخاب رئيس يفيد هدف نتنياهو بإطالة الحرب، وليس العكس؛ كما أن نظرية ربط انتخاب فخامة الرئيس بوقف الحرب يهدي مفاتيح هذا الاستحقاق لنتنياهو، بدل أن يكون صاحب قرار هذا الملف هو لبنان.

النظرية الثالثة ترى أنه يجب بداية التفاهم بسرعة قصوى على إسم رئيس وسطي غير مستفز، ومن ثم الذهاب لانتخابه؛ لأن الظرف الحالي لا يسمح بإجراء بروفات فاشلة على انتخاب فخامة الرئيس. وبرأي هؤلاء فإن أية جلسة تعقد اليوم وتؤدي لعدم انتخاب رئيس سيكون له مفعول سلبي عكسي يزيد الضرر على لبنان وعلى موقفه السياسي داخل لعبة المفاوضات على وقف الحرب..

وعلى ضوء مضامين هذه النظريات الثلاثة فإنه يصبح أمام لبنان ثلاثة مواعيد محتملة لانتخاب فخامة الرئيس العتيد:

الأول هو قبل نهاية هذا الشهر، وذلك تماشياً مع تطبيقات النظرية الثالثة التي تتحدث عن رئيس وسطي غير مستفز تتفق عليه جميع أحزاب البلد، ما ينزع حجة حزب الله عن طريق تعويض عدم قدرته لأسباب أمنية بالمشاركة في انتخابه بالمشاركة بالتفاهمات على تحديد إسمه.

الموعد الثاني هو انتخاب فخامة الرئيس الآن وذلك بسبب أن عدم انتخابه الآن هو في مصلحة نتنياهو الذي لا يريد وجود رئيس للجمهورية في هذه المرحلة حتى يتحجج بذلك ليستمر بالتصعيد ضد لبنان على حساب هروبه من تسوية وقف الحرب على لبنان.. وبمقابل موعد انتخاب فخامة الرئيس الآن، يوجد موعد تأجيل الانتخاب إلى ما بعد وقف الحرب؛ وأيضاً السبب الذي يبرر هذا الطرح هو نتنياهو ذاته؛ ولكن هذه المرة حتى لا يستفيد من حربه للضغط على واقع انتخاب فخامة الرئيس!!

أية نظرية يجب على اللبناني أن يصدق؛ وهل تحول نتنياهو إلى راجح في مسرحية انتخاب فخامة الرئيس العتيد؟؟!!

Exit mobile version