اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في حديث لصحيفة “نداء الوطن” انه “مع انتخاب رئيس جمهورية اليوم قبل الغد، فعند انتخاب الرئيس تحلّ أزمة قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان وكل المراكز المهمة الشاغرة. هل سيتركون البلاد حتّى كانون الثاني بلا رئيس؟ هذه جريمة في حقّ البلد، لا سيّما وأن الحرب لا ترحم.”
واضاف: “لكن إذا استمرّ المعطلون في تعطيلهم عندها لن نترك قيادة الجيش تلاقي مصير رئاسة الجمهورية، وعندها يتكرر سيناريو العام الماضي عندما مدّد مجلس النواب لقائد الجيش، مؤكّدين أننا نرفض العبث بالمؤسسة الكبرى التي تشكل حجر زاوية في بناء لبنان الجديد”، مشدداً على ان “الفراغ قاتل واتخاذ قرار تعيين من حكومة تصريف أعمال في ظل غياب رئيس الجمهورية، هو تعدٍ على صلاحيات الرئيس ولن نقبل به، لذلك تبقى أولوياتنا انتخاب رئيس.”
وفي رده على سؤال قال الراعي : “ليس من ضمانات إذا استمرّت الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”. ولا يمكن القبول بقيام منطقة عازلة ووجود مدنيّين مسيحيّين وغير مسيحيّين مقيمين فيها بسلام. ..لكن يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد وقف الحرب قبل تأمين عودة سكّان الشمال إلى مستوطناتهم. في المقابل يستمرّ “حزب الله” في خوض هذه المعركة المدمّرة، فيما الخاسر الأكبر حتى الآن هو لبنان واللبنانيون.”
واضاف: “الحياد الإيجابي” هو من صميم النظام السياسي في لبنان كوطن التعدديّة الثقافيّة والدينيّة، وأرض الحوار والانفتاح على جميع الدول “، واضاف: “يبقى الحياد الخيار الوحيد للسلام في لبنان، ولحماية بلد الحوار والتلاقي وصاحب الدور السلامي في بيئته العربيّة، من دون أن يتخلّى عن تبنّي القضايا العربية المحقّة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية.”
وتابع: “يجب أن يستخلص “حزب الله” العِبَر من هذه الحرب المدمّرة التي هجّرت فيها إسرائيل مليوناً ونصف مليون لبنانيّ، وقتلت الآلاف من الأبرياء وعشرات الألوف من الجرحى. وما زالت هذه الوتيرة تتواصل كلّ يوم وسط صمت عربي ودولي فيما يدفع لبنان تكراراً ثمن الصراع مع إسرائيل.”
واضاف البطريرك الماروني انه “بالعودة إلى اتفاق الطائف، سيادة لبنان تقتضي حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وبالتالي يجب تقوية الجيش ودعمه فهو حامي السيادة وسلامة الأراضي اللبنانية.”
وفي رده على سؤال ان كان “تنفيذ القرار 1701 يمكن أن يحصل من دون تنفيذ مواز للقرارين 1559و 1680؟”، اجاب الراعي ان “الكلام اليوم محصور بتنفيذ القرار 1701.”
وفي سياق آخر بارك الراعي للرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، آملاً أن “تنسحب الديمقراطية الأميركية على واقعنا اللبناني وننتخب رئيس جمهوريتنا”.
وتابع الراعي:”قد يكون ترامب أفضل من غيره، فهو يُنفّذ ما يقوله. نرى أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض سينعكس إيجاباً على بلدنا، وما يعزّز هذا المؤشّر هو وجود لبنانيين ضمن فريق عمله، ونتمنى توظيف هذه العلاقات من أجل مصلحة لبنان فقط ولا شيء سوى لبنان. أما رئاسيّاً فلا ننسى أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر نفوذاً في العالم، لذلك قد يُسرّع انتخاب ترامب إنهاء الشغور الرئاسي عندنا، لأنّه وعد بحلول للمنطقة والعالم.”
و قال الراعي: “نحن لا ندخل في سياسة المحاور بل نريد وطناً مستقلّاً، ذات سيادة، متحرّراً من أي جيوش غريبة أو دول خارجية تحكمه، لذلك إذا أعلن ترامب أنّه سيحرّر لبنان من النفوذ الإيراني، فنأمل خيراً لأننا شَبِعنا من الوصايات وآن الأوان لكي نعيش استقلالنا.”
واضاف الراعي رداً على سؤال حول احتمال زيارته الى واشنطن: “سلوك الديمقراطيين مع الكنيسة لم يكن جيّداً، فالسفيرة الأميركية الحالية (ليزا جونسون) وعدتنا بالمساعدة في ما يتعلّق بالقرى الحدودية من أجل الحفاظ على ما تبقّى من أهلها الصامدين تحت القصف والنار، لكنها غابت ولم تعد. أمّا مع إدارة ترامب فنرجو أن تتحسن العلاقة من أجل خير لبنان وشعبه.”
واضاف: “من جهة ثانية لا أريد زيارة واشنطن لالتقاط الصور فقط، المهم أن تكون زيارة مثمرة نطرح فيها القضية اللبنانية، وإمكان مساعدتنا على تحقيق استقلالنا الفعلي وقيام دولة قوية في لبنان. وفي هذا السياق، لننتظر المساعي، خصوصاً من بعض اللبنانيين الفاعلين في إدارة الرئيس ترامب، ونبني على الشيء مقتضاه.”