خلف الحبتور:
البعض إما يعيشون في عالمٍ افتراضي أو يحاولون التمسك بأملٍ كاذب!!!
يقول المثل الشعبي المصري: “أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب!” ومن يسمع كلام بعض الساسة اللبنانيين قد يستنتج أنهم إما يعيشون في عالمٍ افتراضي انتصر فيه حزب الله في حربه ضد إسرائيل، أو يحاولون التمسك بأملٍ كاذب، لعل أقوالهم تمنح اللبنانيين أملاً فقدوه وهم بأمسّ الحاجة إليه. وإلا فما هو التفسير المنطقي لما يطرحونه؟
الواقع أنهم أحنك من أن يكونوا غافلين عن الحقيقة. إذاً، كيف يبررون هذه التصاريح المنفصلة عن الواقع التي تتغنى بانتصارات الحزب؟ وكيف يمكن لأحدهم أن يصرح بعدم قبولهم لتسوية أو حلول قد تحقق مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته؟ لو كانوا فعلاً حريصين على سيادة لبنان، لما سمحوا ببقاء حزب انتهك سيادة وكرامة لبنان لسنوات طويلة ودفع به إلى حربٍ دمرته، هجّرت مواطنيه، وأدت إلى وقوع آلاف الضحايا.
يتحدثون عن “انتصارات” فيما تقتل قيادات حزب الله يومياً، وتدمّر البيوت وتهدم القرى كاملة ويُهجّر الملايين. هل أن الأثمان الباهظة التي يدفعها اللبنانيون بشكل يومي لا تعنيهم؟ وكيف يمكنهم اعتبار كل هؤلاء الضحايا والنازحين والدمار الشامل جزءاً من “الانتصار”؟
لو أردت أن أذكر كل الكلام غير الواقعي – لكي لا أستعين بكلمة قد تغضب أو تجرح البعض – الذي يتداوله هؤلاء “القادة”، لما كانت هذه المساحة لتكفي.
ولكن يحضرني هنا القول الشعبي: “إن سلمت أنا وناقتي، وش عليّ من رفاقتي.”