الهديل

خاص الهديل: قمة الرياض تقود العالمين العربي والإسلامي نحو تثبيت معادلة “قوة التضامن” على الساحة الدولية

خاص الهديل….

كتب بسام عفيفي 

تميزت القمة الإسلامية العربية التي عقدت في الرياص بثلاث عوامل هامة ساعدت ليس فقط على نجاحها بل على جعلها منصة لإحداث تحول في المسار الاستراتيجي الذي يسود المنطقة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣:

العامل الأول هو توقيت عقد قمة الرياض الإسلامية العربية؛ فعقدها جاء في وقت مناسب للغاية حتى أنه يمكن القول إنه لا يوجد توقيت آخر أفضل منه.

لقد عقدت القمة في لحظة تقاطع بين استعداد إدارة بايدن التي لم تستطع وقف الحرب، للخروج من البيت الأبيض؛ وبين اقتراب لحظة دخول ترامب القادر على وقف الحرب لدخول البيت الأبيض.

والواقع أن نجاعة توقيت عقد قمة الرياض، لا يقف عند هذا الحد؛ يشتمل على أن عقدها جاء في لحظة يتم فيها الحديث ليس فقط عن مجرد بروز نتائج فوز ترامب في انتخابات الرئاسة بل عن بدء “الحقبة الترامبية العالمية الجديدة” التي نتجت عن انتصار ترامب التاريخي في ٥ نوفمبر. ووسط هذا المناخ العالمي الجديد الذي يسيطر على العالم بعد صدمة يوم ٥ نوفمبر، شكلت قمة الرياض حدثاً تاريخياً تفاعل داخل مناخ اهتمام العالم بالحقبة الترامبية الجديدة؛ وأدى ذلك إلى ولادة معادلة تفيد بأنه بموازاة الصدمة الترامبية العالمية؛ ولد داخل هذا المناخ العالمي الجديد قناعة عالمية بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقود التضامن الإسلامي العربي نحو وضع استراتيجي جديد غير مسبوق؛ وهو وضع سيتوجب على الحقبة العالمية الترامبية الجديدة أن تتعامل معه بجدية وبحساب دقيق.

 

العامل الثاني هو صورة قمة الرياض من حيث طرائق عملها وحجم التمثيل فيها. لقد قالت التقديرات إن ٢٠ بالمئة من سكان العالم شاركوا في القمة الإسلامية العربية في الرياض؛ وبهذا المعنى تكون هذه القمة قد تميزت بأنها كانت شاملة وذات إرادة موحدة للمركب الإسلامي والعربي العالمي الذي تمثله. 

 

إن هذا الإجماع للتمثيل العربي والإسلامي الذي امتازت به قمة الرياض؛ عنى عدة أمور مهمة للغاية أبرزها ثقل مكانة الملك سلمان بن عبد العزيز العربية والإسلامية؛ وأهمية دور ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بمجال توحيد طاقات مجمل المكون الإسلامي والعربي العالمي؛ أضف إلى قدرة الأمير بن سلمان على تحقيق مهمة فتح الباب الاستراتيجي الكبير لخروج العرب والمسلمين من زمن التشرذم إلى زمن التضامن وإظهار إرادة اسلامية عربية واحدة. 

 

لم يكن مشهداً من دون دلالات أن تجمع قمة الرياض بين بلدان عربية وإسلامية يوجد بينها قطيعة وأزمات كبيرة؛ فهذا المشهد يفيد بأن الحال الاستراتيجي للتفكير السياسي العربي والإسلامي بعد قمة الرياض دخل مرحلة جديدة من التعامل مع أحداث العالم والإقليم بمسؤولية؛ وبالكثير من الجدية والاعتماد على التضامن بمواجهة التحديات. وليس مبالغة القول إن روحية هذه المرحلة الجديدة فيها الكثير من تأثير الدور القيادي المنتظر تبلوره أكثر فأكثر للأمير محمد بن سلمان وذلك فوق الساحتين العربية والإسلامية.

 

العامل الثالث التي تميزت به قمة الرياض يمكن التدليل عليه من خلال الصدمة التي طالت إسرائيل نتيجة ما شاهدته من أداء عربي وإسلامي جديد وغير مسبوق حدث في قمة الرياض. فالقمة ذهبت لإبداء التضامن العربي والإسلامي على نجو جدي وغير استعراضي؛ أضف أن القمة أهملت لغة التقريع والكلام الإنشائي وبدل ذلك ذهبت لاعتماد صياغات قانونية ضد إسرائيل.

.. وعليه كان لافتاً كيف أن الإعلام الإسرائيلي ظل طوال النهار الأول من بدء أعمال القمة يتقصد أن يتجاهلها كلياً كونه لا يملك إجابات على ما يشاهده من ضخامة حجم الحدث.

خلاصة القول ان ما بعد قمة الرياض يؤسس لفتح مرحلة جديدة من العمل العربي والإسلامي المشترك المصحوب بمنسوب عال من إرادة التضامن الجماعي.

Exit mobile version