خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدأت أسئلة القلق والتشاؤم تلوح في الأفق: هل نحن أمام عصر “ترامبية” مليء بالسياسات العنيفة والمفاجئة؟ وهل سيحتاج العالم فترة من الانتظار والترقب حتى يبدأ ترامب وإدارته الجديدة في العمل بعد تنصيبهم بداية العام المقبل؟!!
دونالد ترامب لم يضيع وقتاً بعد فوزه، بل أعلن عن ملامح سياسته الجديدة من خلال اختياراته الأولية لوزرائه والمناصب القيادية في إدارته؛ ومع الإعلان عن هذه الأسماء، أصبحت الصورة أكثر وضوحاً حول طبيعة الحكومة القادمة، التي تبدو حكومة “صقور يمينية وصهيونية” بامتياز.
وكما يقال ” المكتوب مبين من عنوانه”…فالأسماء المعلنة حتى الأن لا تدع مجالاً للتوقعات والترجيحات عن طبيعة حكومة ترامب القادمة وقطعت الشك باليقين مع الدفعة الأولى من الوزراء والشخصيات القيادية في أنها حكومة “صقور يمينية وصهيونية”.
وإذا نظرنا إلى سير وتوجهات أهم الشخصيات التي سيتم تعيينها، سنجد أن بعضها يكشف بوضوح عن سياسات ترامب المستقبلية؛ فعلى سبيل المثال، ماركو روبيو، عضو مجلس الشيوخ الذي اختير وزيراً للخارجية، معروف بمواقفه المتشددة تجاه إيران وحمـ ـاس، ومناصرته القوية لإسرائيل؛ وهذه المواقف وهو ما لا شك فيها أنها تتناغم مع سياسة ترامب في الشرق الأوسط، حيث يرفض وجود حمـ ـاس في غزة ويركز على محاربة “الإرهـ ـاب” الإيراني كما يدّعي.
أما مايكل والتز، الذي تم تعيينه مستشاراً للأمن القومي، فيعرف بتشدده تجاه الصين واهتمامه الكبير بتعزيز قوة الجيش الأمريكي لمواجهة التهديدات المختلفة، خاصة في ظل الصراعات العالمية مثل الحرب في أوكرانيا ولبنان.
أما بالنسبة لمايك هاكابي، السفير الأمريكي المقبل في إسرائيل، فهو يعد من أبرز الشخصيات المؤيدة لإسرائيل في الحزب الجمهوري، وهو يعتقد بضرورة تعزيز العلاقة مع تل أبيب، ويعتبر أن الأراضي الفلسطينية المحتلة هي جزء من “أرض الميعاد” ولا يراها “محتلة” بل يسميها “يهودا والسامرة”.
وفيما يتعلق بوزارة الدفاع، اختار ترامب بيت هيجسيث، الضابط السابق في الجيش، الذي يعتبر من أبرز المؤيدين لسياسة القوة العسكرية، ويشدد على ضرورة الحفاظ على جيش قوي لردع الأعداء.
أما باقي الأسماء التي تم الإعلان عنها، فتبدو في الغالب متماشية مع نفس الاتجاهات المتطرفة، مثل وزير التجارة الذي يعارض العولمة وحرية التجارة، ووزير البيئة الذي لا يؤمن بأهمية حماية البيئة!!
باختصار، العالم أمام فترة صعبة بالفعل، ويبدو أن السياسة الأمريكية في عهد ترامب ستكون أكثر صرامة ووضوحاً من أي وقت مضى؛ وهنا على الدول الأخرى أن تستعد لتحركات قد تكون مفاجئة ومتسارعة، وأن تبحث عن طرق للتعامل مع حكومة تتبنى سياسات داخلية وخارجية متشددة وواضحة.