الهديل….
في مشهد يعكس أسمى معاني الإنسانية، انتشرت صورة للعميد عماد دمشقية، رئيس دائرة أمن عام بيروت، وهو يُسهم في إغاثة المتضررين من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة رأس النبع في بيروت. المشهد كان بعيداً عن الأضواء التي اعتادت وسائل الإعلام تسليطها على القادة العسكريين والأمنيين في أوقات الأزمات، إلا أن ما أظهره العميد دمشقية من مشهد إنساني خالص يستحق أن يُسجل في ذاكرة الوطن.
في زمنٍ باتت فيه المصالح والأوضاع السياسية تتحكم بالكثير من القرارات والأفعال، يأتي العميد دمشقية ليعكس الوجه المشرق للأمن الوطني الذي لا يقتصر دوره على تأمين حدود الوطن، بل يتعداه ليشمل حماية الإنسان في أصعب اللحظات. مشهد العميد دمشقية الذي كان بين الناس، وهو يسارع في تقديم المساعدة ويقف معهم في محنتهم، يبعث برسالة مفادها أن الأمن هو أمان الإنسان أولاً، وأن الواجب المهني يتجسد في أسمى معانيه في العمل الميداني بعيداً عن الرسميات والمناصب.
العميد دمشقية، رغم مكانته المرموقة، لم يتردد في تقديم يد العون دون أي تمييز أو اكتراث لموقعه الأمني؛ فهو يرى في ذلك التزاماً حقيقياً بالقيم الإنسانية التي يجب أن يتحلى بها كل مسؤول، مهما كان موقعه.
مشهد الضابط الملهوف بين أهله وأبناء جلدته، لا يُمثل سوى صورة المسؤول الذي لا يعرف عنفه ولا يتجاهل آلام الناس، بل يعكس التزاماً بالإنسان قبل المنصب، وبالوطن قبل السلطة.
ختاماً، يبقى العميد عماد دمشقية رمزاً للضابط الأمني الذي يتصدر الصفوف في زمن المحن، ليس من أجل واجب رسمي فحسب، بل من أجل أن يظل الإنسان هو الأولوية، وأن تبقى الإنسانية هي البوصلة التي تحكم أفعاله مهما تغيرت الظروف.