خاص الهديل…
غنوه دريان…
في ظلّ الأزمات المتتالية والضغوط اليومية التي تحيق بلبنان نجد أنفسنا محاطين بمشاعر القلق والخوف التي تتسلّل إلى أعماقنا وتثقل كواهلنا.
هذه المشاعر السلبيّة ليست مجرّد أفكار تجول في أذهاننا، بل هي طاقة تتراكم في أجسادنا، مسببّةً توترات وآلاماً جسديةً لا يمكن تجاهلها.
فكيف تؤثّر الصحة النفسية على الصحة الجسدية،
أن القلق من أكثر المشاعر التي يعيشها الشعب اللبناني اليوم في ظلّ الظروف التي يشهدها، وهذه المشاعر تختلف من شخص إلى آخر: “بعض الأفراد قد يشعرون بالتوتر، إمّا من خلال دقّات القلب السريعة، أو من خلال شدّ العضلات في الرقبة والظهر. أمّا البعض الآخر، فقد يُصاب بأمراض الأكزيما بسبب القلق”.
كذلك، هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك والإسهال نتيجة التوتر القائم في لبنان.
أجسادنا تفرز الكورتيزول والأدرينالين طوال الوقت، ممّا يؤدّي على المدى القصير إلى مشكلات جسدية مثل دقات القلب السريعة، شدّ العضلات، والتنفّس السريع أو البطيء. أمّا على المدى البعيد، فيشعر جسدنا بأنّه مُتعب، وتالياً يتأثّر وزننا، ويصبح جهازنا المناعي ضعيفاً، ونصير أكثر عرضةً للمرض. من هنا، فإن إفراز هذه الهرمونات بكثرة بسبب القلق الناتج عن الأحداث التي يمرّ بها لبنان، هو بمثابة تخزين للمشكلات الجسدية التي ستظهر أكثر على المدى البعيد”.
أنّ المرء عندما يواجه مستويات عاليةً من التوتر، فإن هذه الآثار الجسدية يمكن أن تتفاقم وقد تُحدث ما يسمى بمتلازمة القلب المكسور، أي اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو، وهي حالة مشابهة بأعراضها للنوبة القلبية، وعند السيدات، يمكن أن يسبب التوتر في انقطاع الطمث الثانوي، ويحدث هذا عندما لا تأتي الدورة الشهرية لمدّة ثلاثة أشهر أو أكثر.
-العلامات العاطفية: منها تقلّب المزاج، عدم التركيز، وعدم الشعور بشيء، وكلّها علامات تدلّ على أن الجسم لم يعد يتحمّل هذا القلق وأصبح يحمي نفسه من الأوضاع التي تحدث من حوله.
-العلامات السلوكية: مثل الإفراط في التدخين وشرب الكحول، وتأجيل العمل أو كثرة العمل، والانفعال المبالغ فيه وعدم الخروج من المنزل.
بما أنّنا نعيش في توتر مستمرّ، سواء بسبب الأزمات الاقتصادية والهزات أو الوضع السياسي، فهذا الأمر يزيد من حدّة القلق. هناك العديد من الأشخاص الذين لم يشعروا بالخوف في حرب تموز، لكنّهم شعروا بهذا الإحساس الآن لأن جهازهم العصبيّ شعر بالتعب. لذلك من الضروريّ خلق روتين صحيّ، من خلال تناول المأكولات الصحية، والنوم 7 ساعات على الأقلّ، والابتعاد عن التدخين وشرب الكحول، وهذا بجانب طلب المساعدة في حال ارتفعت نسبة التوتر”.