الهديل

سيدة التوقعات في مواجهة هجوم نزيه الأحدب القائم على التشويه

الهديل….

عندما نتوجه لعالم التوقعات، لا يمكننا إلا أن نذكر ليلى عبد اللطيف، التي أصبحت أيقونة وسيدة للتوقعات، إذ استطاعت أن تخلق لنفسها مكانة مميزة في العالم العربي والعالمي؛ حيث تحولت توقعاتها إلى حديث الناس في كل مكان؛ فقدرة ليلى على جذب الأنظار وتصدرها العناوين، حتى لو لم تتحقق كل توقعاتها، تجعلها محور اهتمام دائم، حتى لمن يتعاملون معها بسخرية أو انتقاد.

لكن ما يبدو غريباً، هو أن الإعلامي نزيه الأحدب، المعروف بتخصصه في الشؤون السياسية وتحليلاته العميقة في القضايا الدولية، أبى إلا أن يعرج من طريق السياسة/ ويسلك دور الناقد والمتهجم على كل من يلمع بريقه في الاوساط العربية والعالمية؛ فما الذي دفع صحفي كنزيه إلى إقحام نفسه في جدل لا يتعلق بمجاله المهني؟ وما الذي يحفزه على انتقاد شخصية مثل ليلى عبد اللطيف؟

 

بالتأكيد، نزيه الأحدب له باع طويل في مجال الصحافة والسياسة، إلا أن الأمر الغريب هو حرصه الدائم على مهاجمة ليلى عبد اللطيف وانتقاد كل ما يتعلق بتوقعاتها. فالأحدب، الذي يشتهر بآرائه السياسية، يتحول إلى ناقد قاسٍ حين يتعلق الأمر بـ “تنبؤات” سيدة المستقبل، كما لو أن مسألة التوقعات هي ما يشغل حيزًا كبيرًا من اهتمامه أكثر من أي موضوع آخر.

 

الأحدب لا ينفك في مجالسه الخاصة ومقدمات برامجه إلا أن يتحدث عن السيدة ليلى عبداللطيف بانتقادات لاذعة، فتارةً ما تراه متهماً إياها بالتسويق للأوهام، أو حتى بالاستعانة بالأجهزة المخابراتية الكبرى وراء بعض التوقعات التي تصدق. وتارةً في حال لم تتحقق إحدى التوقعات، يبدو أن الأمر بالنسبة له يصبح دليلا على “انعدام المصداقية” في كل ما يتعلق بها. هذا التناقض في آرائه يتنقل بين تقليل شأنها في حال فشلت بعض تنبؤاتها، وبين تحميل القوى الكبرى مسؤولية النجاح في حال صدقت التوقعات، ما يثير تساؤلات حول دوافع هذا الهجوم المستمر!!

 

الموقف الذي يتخذه نزيه الأحدب يشير إلى نوع من الغرابة؛ فمن المفترض أن تكون اهتماماته في مجال الشؤون الاقتصادية والسياسية، لكن يبدو أنه أصبح أسيراً لمعارك غير متعلقة بمجاله؛ فهل يكمن خلف هذه الهجمات الدائمة رغبة في إظهار التفوق على سيدة التوقعات، أم أن هناك أبعادًا أخرى تتعلق بحسابات شخصية أو مهنيّة؟

 

من المهم هنا أن نطرح سؤالًا آخر: هل من الحكمة أن يصبح نقد “توقعات ليلى عبد اللطيف” جزءًا أساسيًا من خطاب الإعلامي الذي يُفترض أن يضيء على قضايا المنطقة الساخنة أو أن الحديث عن السيدة ليلى وملاحقتها بالانتقادات قد يبدو لأمثال نزيه الأحدب فرصة لكي يواكبوا التريند ولكي يجعلهم تحت الأضواء الإعلامية؟

خلاصة القول، لقد أثبتت ليلى عبد اللطيف أنها سيدة التوقعات، وصارت جزءاً من الثقافة الإعلامية العربية، ورغم كل الهجوم والنقد، تظل هي الأيقونة التي يصعب تجاهلها مهما لاحقتها سيوف الانتقادات الإعلامية من أمثال نزيه الأحدب وغيره ممن يسيرون على دربه.

Exit mobile version