فرعون: العدوان على لبنان مرتبط بالملف النووي الإيراني وليس بحرب غزة
رأى الوزير السابق ميشال فرعون أن “الجزء الأكبر مما يجري في لبنان مرتبط بالملف النووي الايراني وليس بحرب غزة”.
وقال في تصريح: “عشنا هذه الحالة في 2006 عند إنعقاد مؤتمر الحوار الوطني، فحين تم طرح المشروع النووي الايراني أمام مجلس الامن الدولي، دخلنا مباشرة حرب تموز، لذلك يجب أن لا ينسى أو يتناسى أحد أن جنوب لبنان هو الجبهة الامامية للدفاع عن الملف النووي الايراني، وصواريخ حزب الله البالستية مرتبطة بحماية هذا الملف ويبدو أنّ إيران أمر دون تردّد حزب الله بالقتال حتّى الموت، مهما تكن مصلحة لبنان، لتأجيل مواجهته المباشرة في هذا الملف، وهذه أيضاً مصلحة إسرائيل في استمرار الحرب إلى حين حل الملف النووي”.
أضاف: “هناك أيضاً قرار دولي بانهاء الأذرع الايرانية في المنطقة، وحل لموضوع ملفها النووي خلال شهر أو شهرين وإما خطر حرب على ايران لمنعها من الوصول الى القنبلة النووية، والحل الصعب بات بإيد إيران”.
وعن وقف اطلاق النار قال: “نأمل ذلك، ولكن توجد أسباب تدفعنا للشك بالشفافية حول مسألة انهاء الحرب على لبنان من الجهتين، خصوصا أننا تعودنا على الجانب الاسرائيلي الذي يؤجل الحلول . والاسباب هي: تأجيل الموعد حتّى تسلم الرئيس ترامب السلطة في 20 يناير. ولن وقف الحرب دون حل الملف النووي الايراني، كما يمكن أن يهدد الحل المبكّر نتنياهو سياسيا. بالاضافة الى الدور الهام للميدان فكلما زاد التوغل الاسرائيلي يصعب التوصل الى اتفاق بنفس الشّروط”.
وأشار إلى “الفرص الضائعة التي اصبحت من اختصاص حكّامنا”، وشدد على “وجوب الحذر في ظروف الحرب، فلا أحد يتحمل نتيجة فشل اي مفاوضات، ولكن إجراؤها أمر مهم كونها تبلور الحلول، وحين يطرح الحل تكون كل الأمور جاهزة. وأن وقف الحرب يجب أن تكون بضمانة دولية. وأن تحترم الحلول سيادة لبنان وحدوده الدولية ففرنسا والمملكة السّعودية يقودوا هذا الموضوع المبدئي ولو بتكلفة سياسيّة، ولم يعد باستطاعة اللبنانيين تحمل الحرب”.
وتابع: “ساعة يتم تطبيق القرار الدولي 1701 ندخل مباشرة في تطبيق القرار 1559 يعني لا وجود لسلاح خارج الدولة ولا يعود ضرورة لوضع استراتيجية دفاعية، ويصبح من يحمل السلاح ميليشيا خارج القانون. ومشيرا الى أننا في هذه المرحلة لا نملك رفاهية البحث عن بديل عن اتفاق الطائف، خصوصا انه يعتمد اللامركزية الادارية، فما ينقصنا هو تطبيقه فقط بداية بانتخاب رئيساً للجمهوريّة. وعندما تتوقف الحرب سيكون حزب الله حزبا سياسيا وشريكا أساسيا في الحياة السياسية اللبنانية، ولكن عندما ندخل في التفاصيل عليه أن يعلن كما فعلت القوات بعد الطائف بتسليم السلاح ووقف التمويل. مشيرا الى تفضيله وضع قانون جديد للأحزاب يقوم على التنوع واحترام المعتقد الفكري والسياسي والديني للآخر، فوجود كلمة الله أو الرب في اسم أحزاب سياسي غير ممكن وكأن الله ينافس نفسه”.
وفي عيد الاستقلال قال: “الاستقلال جاء نتيجة لتضحيات كبيرة ومنها لعائلة فرعون بأسلوب يتجاوز الطّوائف، فقد كان هنري فرعون من رجالات الاستقلال الاقوياء وهو من اقترح تصميم ورسم العلم اللبناني وسطه أرزة والذي لقي اجماعا وطنيا، وكان أيضا رئيسا للجنة النشيد الوطني. كما كان ميشال فرعون رئيسا للمؤتمر الوطني الذي كان يضم وجوها ومرجعيات وطنيّة كبيرة ومن المجتمع المدني، وطالب بعد اجتماع في منزله أواخر ١٩٤٣ بحضور رئيس المجلس بتحديد يوم 22 تشرين الثاني ليكون يوم عيد استقلال لبنان، ليعود ويصرّ في شهر تمّوز ١٩٤٤ حتّى اعتماد هذا التّاريخ في المجلس في ١٩٤٤. للأسف الشديد نحن خرجنا من الميثاق الوطني ومن روحية الاستقلال، ووقعنا في أخطاء كبيرة ومتتالية بسبب رهان مكوّنات على الخارج والتاريخ يعيد نفسه، فعندما كان لبنان يعتمد الحياد كان يلقى احتراما دوليا ويعرف إزدهارا كبيرا، ولكن بعد اتفاقية القاهرة في السّبعينات ثم مجدّدا بعد الطّائف، تجاوزت القوى المسلحة لسلطة الدولة وبدأنا نفقد سيادتنا ودخلنا في النفق الذي لم نستطع الخروج منه حتى اليوم”.
وشدد على “ضرورة الحفاظ على الحد الادنى من ثوابتنا الوطنية المبنية على الميثاق والحياد اللذين يشكلان ضمانة حقيقية للبنان، مع اعتماد الحياد ضمن الجامعة العربية والتأييد لنضال وحقوق الشعب الفلسطيني، يكون الازدهار والأمان والسلام والتطور والانفتاح الذين بهم ننتصر على اسرائيل كما قال موسى الصدر، وعندما ننخرط في الأحلاف الأقليمية ندخل في مغامرات ومشاكل لا تنتهي. وخصوصا أن سوريا ودول الخليج والعراق ومصر كلها تعتمد الحياد أما في الصراع العربي الاسرائيلي فكلنا مع حقوق الشعب الفلسطيني”.
وعن بعده عن النشاط السياسي في هذه المرحلة قال: “لم أترشح للنيابة لأنني مقتنع بعدم وجود نتيجة للنيابة اليوم، فالدولة معطلة والفراغ على جميع الاصعدة، وننتظر الظروف التي تسمح بالعمل وخدمة الناس، والخدمة العامة تضحية وواجبنا أن نستمر في تقديمها، مع تقديرنا لكل من يقوم بأي خدمة ملموسة للناس بعيدا عن أي استغلال سياسي، اما سبب تخفيف مشاركتي في برامج متلفزة دون السقف الوطني، فهو صراحةً محاولةً لتجنّب أن انتقد أو اتّهم علناً كثير من المعارف ومنهم قريبين منّا، أخفقوا في الأداء السياسي أو تورّطوا في فساد كبير ومعيب على حساب الناس أو البلد خلال الأزمات ومنذ الأزمة الماليّة في ٢.١٩ وقبله وبعده، فلا محاسبة في لبنان”.
وعن اللقاء الذي تم في دارته لقيادات من طائفة الروم الكاثوليك قال: “أمر طبيعي أن يحصل اجتماع لقيادات الطائفة الكاثوليكية، لأن المجلس الاعلى الذي كان يجمع المرجعيات الروحية والسياسية والمدنية الكاثوليكية والذي تأسس من اجل هكذا ظروف، نشاطه معلّق، وقد طلب مني تنظيم هذا الاجتماع بصورة اصغر، وبكل قناعة قمت بهذه المهمة الضرورية نظرا للمخاطر الوطنية، واليوم الطموح لأي منصب سياسي ليس الاولية، والانقسام السياسي العمودي دخل الى طائفة الروم الكاثوليك شأنها شأن باقي الطوائف، وهذا الاجتماع الذي جمع الوزراء والنواب الكاثوليك ووجوه من معظم الاطياف والاحزاب مع المرجعيات الدينية كان مفيد جدا، فالحرب تطول ومخاطرها تزداد على جميع الاصعدة، بما فيها التحديات على الوجود التقليدي لأبناء الطائفة في مناطق الجنوب والبقاع، ولذلك يجب أن يكون تنسيق على الحد الادنى لمواجهة الاخطار، ويجب تجنيد الامكانات، ففي بعض الامور التي تخص الطائفة علينا أن نعمل معا، حتى لو كان هناك خصومة سياسية، كما هو الحاجة في بعض الامور الوطنيّة الكبرى•