خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
يكتب اليوم ناحوم بريناع في “يديعوت احرنوت” عن ما بات يمكن تسميته بمتاهة نتنياهو مع صورة النصر التي يبحث عنها..
ومن وجهة نظر بريناع – بتصرف – لقد تحقق لنتنياهو العثور على صورة النصر في حربي غزة ولبنان؛ وهو يجب أن يقتنع بهما لوقف الحرب: الأولى هي “الحفرة” العميقة في حارة حريك الناتجة عن القنابل الثقيلة التي استهدفت اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله؛ الصورة الثانية هي “الغرفة” التي اغتيل فيها رئيس حركة حماس يحيى السنوار.
بريناع يخلص معتبراً أن “الحفرة” و”الغرفة” هما صورتا النصر لنتنياهو؛ وبعدهما لن يجد نتنياهو صورة نصر أخرى..
لماذا؟؟
.. لأنه لم يعد هناك أهداف موحية يمكن جنيها؛ ولأن ما تبقى من الأهداف الكبيرة هو إعادة الأسرى الإسرائيليين والقضاء على حماس؛ ولقد تبين أن جمع هذين الهدفين في سلة واحدة؛ هو أمر مستحيل؛ حيث أن توجه نتنياهو كي يحصدهما معاً سيؤدي إلى اصطدام أحدهما بالآخر؛ كما أن مطلبي القضاء على حزب الله وإعادة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم على الحدود مع لبنان؛ لا يمكن جمعهما على لائحة أهداف واحدة؛ بل المطلوب تسوية يكون طرفها غير المباشرة حزب الله لإعادة مستوطني الشمال.
بريناع يكشف أن غالانت قبل إقالته شرح لهوكشتاين كيف يكون حل الوضع على الجبهة الشمالية وبالتحديد مع حزب الله؛ قال له التالي: هناك ثلاث نقاط: الأولى- ينسحب الحزب عشرة كلم إلى وراء خط الحدود.
الثانية- وجود لجنة مراقبة دولية برئاسة أميركية؛ واذا أرادت إسرائيل أن تتحرك لارتيابها بشأن أمني وعسكري داخل لبنان تقبل أميركا بأن تفعل إسرائيل ذلك.
الثالثة- منع تهريب السلاح إلى حزب الله.
قال غالانت لهوكشتاين إنه يتوقع أن أول بند سيتم خرقه من قبل الحزب هو منع تهريب السلاح؛ واقترح غالانت أنه كلما تم خرق بند من فقرة الاتفاق الخاصة بمنع تهريب السلاح، تقوم إسرائيل بهدم ثلاث مباني في الضاحية الجنوبية لبيروت!!.
..الآن خرج غالانت من حكومة نتنياهو؛ وغير معروف ما إذا كانت مبادؤه هذه لكيفية التعامل مع حل لوقف النار مع حزب الله، لا تزال سارية؛ وبغض النظر عن هذا الأمر الذي يبدو بالشكل أنه مهم؛ فإن الأمر الجوهري الذي سيظل قائماً وسارياً بخصوص موقف إسرائيل من الحرب على لبنان، هو حقيقة أن الأمور كلها هي حالياً، كما كانت بالأمس، بيد نتنياهو.
وبريناع الصحفي الخبير بالشؤون الإسرائيلية يقول بما معناه إن الأزمة الراهنة موجودة داخل علبة أن نتنياهو لم يعد يملك صورة نصر جديدة؛ أو أن صور النصر المتبقية لديه، ليست قابلة للتحقق جميعها؛ لأن تحقق أية واحدة منها يستلزم تخليه عن صورة النصر الأخرى: بمعنى إما الأسرى أو القضاء على حماس؛ لأنه لا يمكنه الحصول على الأمرين معاً. وأيضاً بخصوص لبنان: شرط عودة المستوطنين هو تسوية غير مباشرة مع حزب الله.
.. لكن بعيداً عن بريناع يبدو أن هناك صورة نصر أخرى يبحث عنها نتنياهو؛ أو بتعبير أدق هي موجودة في عقله، ولكن أوانها لم يأت بعد؛ ومضمونها “صورة توافق مع ترامب” على استكمال الحرب ضد حزب الله بعد ٢٠ يناير بوصفها وسيلة للضغط على إيران.
ضمن هذا التوجه فإن نتنياهو قد يكون يفكر بالتالي:
١- تطوير مبدأ “أنجز المهمة بسرعة” التي طرحها ترامب على نتنياهو، لتصبح أنجز المهمة من دون كلمة “بسرعة”.
٢- إقناع ترامب أن الحرب ضد حزب الله وضد أذرع إيران في سورية يجب أن تستمر بعد ٢٠ يناير، وذلك وفق تصور جديد، وهي أنها حرب لجعل إيران تقبل بوصفة إدارة ترامب حول الاتفاق النووي الجديد.
السؤال هل فعلاً يفكر نتنياهو بهذه الطريقة؛ وإذا كان الجواب نعم؛ فهل يقبل ترامب بمسايرته بهذه الخطة؟؟!.