الهديل

خاص الهديل: الدقيقة الستون قبل اتفاق وقف النار؟؟

خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة

برز في الساعات الأخيرة أكثر من تحليل لشرح خلفيات التصعيد العسكري الكبير الذي حصل أمس بين إسرائيل وحزب الله:

هناك من اعتبر أن هدف هذا التصعيد هو أن يواكب التصعيد الحاصل بين إيران ووكالة الطاقة الذرية؛ وأن طهران التي ردت برفع منسوب تخصيب اليورنيوم على قرار الوكالة ضدها؛ أرادت أيضاً أن تصعد على جبهة جنوب لبنان من خلال قصف تل أبيب؛ وذلك في إشارة من قبلها للقوى التي تريد تشديد الخناق السياسي والاقتصادي عليها، أنها هي أيضاً مستعدة لممارسة تصعيد كبير من جانبها وعلى أكثر من جبهة. وكان لافتاً ضمن هذا السياق تصريح لاريجاني أمس الذي قال فيه إن المستوى العسكري الإيراني يستعد للرد عسكرياً على الرد العسكري الإسرائيلي الذي حصل مؤخراً ضد إيران.

هناك تحليل آخر قال إن حزب الله استغل أمس دخول الجبهة في أحوال طقس موسم الشتاء؛ حيث تصبح عوامل الطبيعة في صالحه كي يدشن مرحلة تصعيد بالصواريخ والمسيرات ضد الداخل الإسرائيلي، وذلك بهدف رفع ضغط الجيش الإسرائيلي عن محوري القطاعين الأوسط والغربي البريين. فخلال الشتاء تصبح رؤية إسرائيل لمسيراته صعبة، بسبب الضباب وتلبد السماء بالغيوم الداكنة!!

ثمة تحليل ثالث أفاد أن حزب الله تقصد أمس أن يقصف تل أبيب ومناطق المركز في إسرائيل بشكل عنيف وذلك رداً على عملية قصف إسرائيل للبسطة في قلب بيروت؛ وأراد الحزب من هذا الرد تثبيت المعادلة التي وضعها أمين عام حزب الله الجديد الشيخ نعيم قاسم والتي قال فيها إن “بيروت بمقابل تل أبيب” (أي أن قصف إسرائيل للعاصمة بيروت سيقابله قصف الحزب لتل أبيب).

ويقول أصحاب هذه النظرية إن الحزب أراد أن يضفي هيبة على كلام الشيخ نعيم قاسم كونه هذه أول مرة يرفع بوجه إسرائيل معادلة عسكرية.

ويعتبر هؤلاء أن الشيخ نعيم قاسم يحتاج لمساندة لتثبيت مكانته الجديدة كونه جاء لرئاسة الحزب من خارج نادي الشيوخ والسادة الذين كانوا مرشحين لهذا المنصب. ويضيف أصحاب هذا التحليل أنه بعد تنفيذ وعده بقصف تل أبيب رداً على قصف إسرائيل وسط بيروت في البسطة؛ سيكتسب الشيخ نعيم قاسم جدية أكثر في نظرة العالم والبيئة الإقليمية واللبنانية لأهميته كخليفة لنصر الله على رأس حزب الله.

التحليل الرابع يفيد بأن تصعيد يوم أمس الكبير كان بمثابة التعبير عن وصول الحرب في الشمال إلى ما يمكن تسميته مجازاً بـ”الدقيقة الستين” قبل إعلان تمام ساعة وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية بين حزب الله وإسرائيل.

وبحسب القائلين بنظرية الدقيقة الستين الأخيرة قبل إعلان وقف النار، فان هذا التصعيد أراد من خلاله الطرفان تحصيل أكثر ما يستطيعونه من نقاط لصالحهما في الفترة القصيرة الباقية على إعلان وقف نار تحت ضغط أميركي يوجد فيه هذه المرة ثقل ترامب!!: فحزب الله يريد القول إنه نفذ تهديد شيخه الجديد نعيم قاسم بوضع معادلة بيروت مقابل تل أبيب على سكة التنفيذ؛ وهذا يرمي على كتفي الأمين العام الجديد عباءة المنتصر في ربع الساعة الأخيرة من الحرب؛ وبالمقابل سيقدم نتنياهو قصف تل أبيب لمعارضيه في أقصى اليمين كدليل على الحاجة لإبرام تسوية تضمن فيها واشنطن بشكل مباشر أمن إسرائيل بوجه أذرع إيران، وهو الأمر الذي يراهن نتنياهو على تطويره ليكون مدخلاً لتوريط أميركا بضرب إيران.. 

أربعة تحليلات حول خلفيات ما حدث أمس من تصعيد طاول عمق إسرائيل وعمق لبنان؛ فأين هي الحقيقة؟!..

Exit mobile version