خاص الهديل…
قهرمان مصطفى…
يبدو أن قواعد اللعبة الإعلامية في الولايات المتحدة الأمريكية على وشك التحول بشكل جذري في ظل ولاية ترامب الثانية، مما ينذر بتغييرات كبيرة على كافة الأصعدة، لا سيما على الصعيد الإعلامي؛ فقد أفادت تقارير إعلامية أمريكية بأن الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، قد يفتح أبواب البيت الأبيض أمام صناع المحتوى من “اليوتيوبرز” و”البلوجرز” و”الأنفلونسرز”، فإلى ماذا يسعى الرئيس المنتخب من خلال هذه الخطوة؟!
بدايةً يبدو أن هذا التوجه يشير إلى أن العالم على أعتاب مرحلة جديدة في الإعلام، بعد أن باتت مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية تسيطر على المشهد الإعلامي، مؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر على طريقة تداول الأخبار والمعلومات؛ وعلى الرغم من أن ترامب كان قد سعى خلال فترة رئاسته الأولى من 2016 إلى 2020 إلى فرض قيود على وسائل الإعلام التقليدية، ومنع بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى من حضور المؤتمرات الصحفية، على غرار “نيويورك تايمز”، و”سي أن أن”، و”بي بي سي”، و”بوليتيكو”.، إلا أن هذا الاتجاه الجديد قد يعكس تحولاً في علاقته بالإعلام التقليدي خلال ولايته الثانية.
ومن المؤشرات الأخرى على التغيير في قواعد الإعلام، هو قرار ترامب الاستعانة بشخصيات مثل “إيلون ماسك” في فريق إدارته، ما يضيف مزيداً من التأكيد على التغيير الجذري في المشهد الإعلامي الأمريكي. هذا التحول في قواعد اللعبة لن يقتصر على الولايات المتحدة فحسب، بل من المحتمل أن يكون له تأثير كبير على الإعلام العالمي، بالنظر إلى المكانة التي تحتلها الولايات المتحدة كقوة عظمى تمتلك الأدوات والنماذج الإعلامية الأكثر تأثيراً.
وفي خطوة أخرى يؤكد هذا التوجه، بأن غرفة الصحفيين في البيت الأبيض، التي تضم 49 مقعداً، ستُفتتح أمام صناع المحتوى، ليصبحوا جزءاً من المشهد الإعلامي الرسمي، إلى جانب المراسلين التقليديين؛ وبهذا، سيكون من الممكن لصناع المحتوى على منصات مثل “يوتيوب” و”تيك توك” حضور المؤتمرات الصحفية التي يعقدها رئيس أكبر دولة في العالم.
هذا التغيير يفرض علينا إعادة التفكير في استراتيجياتنا الإعلامية، والتأكد من استعدادنا للامتثال للضوابط والتنظيمات الجديدة التي قد تطرأ؛ فمن الممكن أن تستخدم الولايات المتحدة هذا التغيير كجزء من استراتيجيتها لتعزيز “فوضى خلاقة” في المشهد الإعلامي العالمي، خاصةً في الدول التي قد تكون غير مستعدة لمواكبة هذه التحولات السريعة.
لذا، ومن الضروري أن نكون يقظين لهذا التغير المرتقب، وأن نكون جاهزين لمواكبة أي تطورات إعلامية قد تطرأ على الساحة الدولية، مع الالتزام بالاستعداد الكامل للتعامل مع هذه التغيرات بحذر ووعي.