في قلب الخليج العربي، تتألق دولة الإمارات العربية المتحدة كالجوهرة النادرة التي تجمع بين عبق التاريخ ورؤية المستقبل. هي كأفقٍ واسعٍ يطل على عالمٍ جديد، تشرق فيه الشمس في كل زاوية، ويأخذ فيها كل حلم شكلاً واقعياً ملموساً؛ هي الإمارات، السفينة التي أبحرت بثبات وسط أمواج التحديات، ليصل بها الشيخ محمد بن زايد إلى شاطئٍ من الإنجازات العالمية، وتصبح بذلك نموذجاً يحتذى به في الريادة والتقدم.
عاماً بعد عام، تفاجئنا دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها الحكيمة، بإنجازاتها، ليصبح اسمها على لسان كل فرد من كل أصقاع العالم ويعود كل ذلك بفضل اتحاده قيادتها وشعبها..
الإمارات اليوم تحتفل بعيد الاتحاد، ذكرى توحيد الإمارات السبع في دولة واحدة، في وقتٍ أصبح فيه هذا الحدث العظيم محط فخر واعتزاز لكل من ينتمي إلى هذا الوطن الغالي. وفي هذا اليوم، تجسد الإمارات وحدة شعبها وقيادتها، حيث يعم الفرح وتُنثر المشاعر الوطنية في كل زاوية في البلاد؛ الشوارع تتزين بألوان علم الإمارات، والرايات ترفرف فوق الأبراج والمباني، لتذكّرنا جميعاً بالوحدة التي جعلت من الإمارات دولةً قوية ومتقدمة.
الثاني من ديسمبر من عام 1971، كان لتاريخ الإمارات فجراً أشرقت عليه نور الحياة.. في هذا التاريخ اجتمع حكام الإمارات السبع، ليوقعوا اتفاقية اتحاد الإمارات، مكرسين بذلك بداية مرحلة جديدة من التعاون والوحدة. لحظاتٌ تاريخية تحولت الإمارات المتفرقة إلى دولة واحدة موحدة، لتبدأ بعدها رحلة البناء والتطور، والتي شهدت انضمام رأس الخيمة إلى الاتحاد في فبراير 1972، ليكتمل بذلك حلم الوحدة.
لقد كان للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الفضل الأكبر في تحقيق هذا الحلم. فقد كان قائداً حكيماً ورؤيوياً، آمن أن الاتحاد هو الطريق الوحيد لبناء دولة قوية ومزدهرة. عمل جاهداً ليضع الأسس التي جعلت من الإمارات اليوم واحدة من أنجح وأقوى الدول في العالم، نعم إنها الرؤية الثاقبة للشيخ زايد التي كانت حافزاً للانطلاق نحو المستقبل، لتُبنى دولةً تمتاز بالتنمية الشاملة والتقدم في جميع المجالات.
ومع وصول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى قيادة الدولة، تواصل مسيرة الإنجاز والتطور. فقد أثبت الشيخ محمد أنه قائدٌ ذو حكمةٍ وإرادة، نجح في وضع الإمارات على خارطة العالم من خلال نهضة اقتصادية وعمرانية استثنائية؛ فرؤيته المستقبلية، أصبحت الإمارات بموجبها دولةً رائدة في الابتكار، وتكنولوجيا المستقبل، والاستدامة، حتى باتت قائدة في جميع المجالات العالمية، من الفضاء إلى الطاقة المتجددة، لتكون نموذجاً يحتذى به في التنمية والتقدم.
في هذا اليوم الوطني، نتذكر بكل فخر وتقدير التضحيات التي قدمها مؤسسو الدولة، ونشيد بكل من ساهم في جعل الإمارات ما هي عليه اليوم. عيد الاتحاد في دولة الإمارات ليس مجرد ذكرى، بل هو تجسيد لوحدة الشعب الإماراتي وقيادته، وقوة الإرادة والتفاني في بناء مستقبل مشرق، يرتكز على قيم الحب والتسامح والعمل المشترك.