إنتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي برقية من النظام السوري موجهة إلى مديرية مخابرات الجيش اللبناني في مدينة طرابلس، تفيد بأن مجموعات متشددة ستقتحم الحدود من لبنان إلى سوريا، وعلى رأسها المواطن سعد المصري، كما تشير البرقية إلى أن هؤلاء الأشخاص سيقومون بالتوجه إلى معبري العريضة والمعابر الأخرى في منطقة وادي خالد، وسيباشرون بإطلاق النار على المفارز الأمنية والعسكرية السورية، في محاولة للتسلل إلى الأراضي السورية.
وقد اعتبر أبناء مدينة طرابلس، أن هذه البرقية تحمل تحريضًا من النظام السوري ضد ابن منطقة التبانة، سعد المصري، وضد شباب المدينة بشكل عام.
وفي هذا السياق، يوضح رئيس بلدية طرابلس، الدكتور رياض يمق أنه “لم يتلقَّ أي إشعار رسمي بشأن هذه البرقية، واصفًا إياها بأنها تحريضية”، مؤكدًا أن “لا أحد في طرابلس يقبل بوجود جماعات مسلحة تقوم بتنفيذ الادعاءات الواردة في البرقية، قد تكون هناك بعض الجماعات التي تحاول استغلال هذه الظروف لخلق الفتنة في مدينة طرابلس”.
ويُوضح يمق أن “مدينة طرابلس قد تجاوزت العديد من الأحداث الصعبة، مثل أحداث مخيم نهر البارد والمجموعات الإرهابية التي دخلت إلى المخيم”، لافتًا في هذا السياق، إلى أن “المدينة احتضنت خلال فترة الحرب العديد من النازحين من مختلف المناطق، بما في ذلك أخوتنا النازحين الشيعة من الجنوب ومن مناطق أخرى، ورغم المخاوف التي كانت موجودة من حدوث بعض الإشكالات، إلا أنه لم يُسجل أي حدث سلبي، بل على العكس، استقبلت طرابلس أهلها النازحين بكل محبة ومودة، وكانت العلاقات بيننا وبينهم طيبة جدًا”.
كما يُشير إلى أن “أهالي طرابلس، في كل أحيائها، لن يقبلوا بعودة الأحداث الماضية بعد أن هدأت الأمور وعادت الحياة إلى طبيعتها، ونحن سنتواصل مع أبناء منطقة التبانة وجبل محسن الغيورين على مصلحة طرابلس، ونؤكد لهم أن المدينة لا تحتمل أي خضات جديدة”.
ويؤكد يمق، أن “ما يهمنا الآن هو مصلحة مدينة طرابلس والدولة والبلد، حيث إننا شهدنا أن بعض اللبنانيين كانوا أدوات في يد أطراف خارجية لإيقاظ الفتن، وفي النهاية كان لبنان هو من دفع الثمن، لهذا السبب لا أحد يريد أن تشهد مدينة طرابلس فتنة جديدة أو مخططات إرهابية بسبب الأحداث التي تحصل في سوريا، وإذا حاول البعض استغلال هذه الظروف، فإن القوى الأمنية ستكون حاضرة وستتخذ الإجراءات اللازمة بحزم وقوة”.