تعرف على أهمية حماة.. وماذا يعني سقوطها بيد الفصائل؟
بعدما تمكّنت الفصائل المسلحة من تطويق مدينة حماة، رابع كبرى المدن في سوريا من ثلاث جهات، أعلنت هيئة “تحرير الشام” السيطرة عليها تماماً بعد انسحاب الجيش.
وكشفت مصادر “العربية/الحدث”، أن الفصائل المسلحة السورية بدأت دخول مدينة السلمية ثاني أكبر مدن حماة.
بدوره، أقرّ الجيش السوري بخسارته مدينة حماة الاستراتيجية، معلنا في بيان أن وحداته العسكرية المرابطة في المدينة قامت بـ”إعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”.
وأفاد المرصد السوري بانسحاب أكثر من 200 آلية عسكرية من ريف حماة الجنوبي باتجاه حمص.
تعد مدينة حماة وريفها موقعين حيويين على الصعيدين العسكري والجغرافي. فهي مدينة استراتيجية تقع في عمق سوريا، تربط حلب بدمشق.
وتقع المدينة على بعد 213 كم شمال دمشق و46 كم شمال حمص وتبعد عن مدينة حلب بحوالي 135 كم. وظلت خاضعة لسيطرة الحكومة السورية خلال الحرب التي اندلعت منذ 2011.
تفتح الطريق أمام حمص
تقع المدينة على بعد أكثر من ثلث الطريق من حلب إلى دمشق وستفتح السيطرة عليها الطريق أمام تقدم الفصائل المسلحة نحو حمص، وهي مدينة رئيسية في وسط البلاد تعد تقاطع طرق يربط أغلب المناطق المكتظة بالسكان في سوريا.
والسيطرة على حمص، في حال تحققت، ستقطع شريان المواصلات والإمدادات بين العاصمة دمشق والساحل السوري.
يشكل المسلمون السنّة، غالبية أبناء المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة مليون نسمة، لكنها تضم أيضًا أقلية من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد الذي تحكم عائلته سوريا منذ أكثر من خمسة عقود.
نقطة وصل
وموقعها الجغرافي المهم يجعلها نقطة وصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، حيث تربط الطرق السريعة الرئيسية فيها مدنا هامة، مثل دمشق وحلب وحمص واللاذقية
تشتهر حماة خصوصا بنواعيرها الممتدة على نهر العاصي، والتي تشكل عامل الجذب الرئيسي في المدينة. وشيدت هذه النواعير في القرون الوسطى، وكانت تنقل المياه إلى حدائق المدينة وحماماتها ومساجدها وآبارها
وأدرجتها منظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي للبشرية وهي تصنفها بأنها “فريدة من نوعها، ليس فقط على نهر العاصي وفي سوريا، بل على الأرجح في العالم أجمع”، بحسب “فرانس برس”
تأمين دمشق
يذكر أن الفصائل المسلحة كانت دخلت حماة التي تعتبر استراتيجية للجيش، لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على مسافة حوالي 220 كيلومترا إلى الجنوب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد سيطرتها على معظم مدينة حلب.
وأدت المعارك، وهي الأولى بهذا الحجم منذ العام 2020 في سوريا، إلى ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين والعسكريين إلى 826، بحسب المرصد السوري.
كما قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في منشور على منصة “إكس” اليوم الخميس إن احتدام القتال في شمال غرب سوريا أدى إلى نزوح أكثر من 280 ألف شخص.