الهديل

د. حمد الكواري: آن الأوان للشعب السوري أن يسترجع حريته ووحدته

د. حمد الكواري:
آن الأوان للشعب السوري أن يسترجع حريته ووحدته

 

في سوريا بدأت قصة الحضارة البشرية، وشهدت أرضها نشأة أولى الممالك التي علمت العالم معنى التنظيم السياسي والاجتماعي، ومن دمشق انطلقت شعلة الحضارة لتنير العالم بأسره.
 – أرنولد توينبي

 

لديَّ ارتباط خاص بسوريا، تلك الأرض العريقة التي حملت في ذاكرتي أجمل الأيام حين كنت سفيراً هناك. عايشت عن قرب كبرياء شعبها واعتزازه بهويته العربية، وشهدت تسامحه العميق وتعايشه بين مختلف أطيافه، بما يعكس تاريخاً طويلاً من الحضارة والمجد.
كانت انتفاضة الشعب السوري عام 2011 تعبيراً نبيلاً عن تطلعاته نحو الحرية والكرامة، ومطالبه المشروعة في بناء وطن يضمن حقوق الجميع.
لكن تلك المطالب قوبلت بالحديد والنار. اختار النظام مواجهة إرادة الشعب بالعنف والقمع وسعى إلى توظيف التطرف وتسليحه كذريعة لتدمير سوريا وضرب وحدة شعبها. كما لجأ إلى استدعاء التدخلات الخارجية، ما أدى إلى التدمير المنهجي للبلاد، وتشريد الملايين، وفرض الاحتلالات، والتطهير العرقي والديني في أجزاء من الوطن.
آن الأوان للشعب السوري أن يستعيد زمام المبادرة، ويسترجع حريته ووحدته، ويبدأ في بناء دولته على أسس جديدة من العدالة والمواطنة.
لقد أثقلت سنوات المعاناة كاهل السوريين، لكنها في الوقت ذاته منحتهم دروساً عميقة في الصمود والحكمة. المطلوب الآن هو أن يتحركوا بخطوات مدروسة تعزز الثقة بهم محلياً وعربياً ودولياً، مع إدراكهم أن مستقبلهم مرتبط بقدرتهم على الانخراط الإيجابي في عالم متغير.
إننا نتطلع أن يقف العرب والعالم أجمع إلى الوقوف مع الشعب السوري والاعتراف بحقه المشروع في الحياة بحرية وكرامة. فالنصر الحقيقي يكمن في إنهاء سنوات الظلم والدمار، وفتح صفحة جديدة من البناء والاستقرار.
دعواتنا الصادقة أن تتوج تضحيات الشعب السوري بنصر مبين يستعيد فيه وطنه ومجده، وينطلق نحو مستقبل يليق بتاريخه العظيم.

 

دكتور حمد الكواري
وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء
رئيس مكتبة قطر الوطنية

 

Exit mobile version