خاص الهديل…
كتب بسام عفيفي
في سماء الشرق الأوسط يلمع إسم معروف، ولكنه في هذه الآونة أصبح إسماً يتم النظر إليه من قبل دول المنطقة، وبمقدمهم لبنان، من زاوية الأمل والرخاء. إنه مسعد بولس الأميركي من أصول لبنانية لا تزال نابضة.
ثمة رهان عليه سواء داخل إدارة ترامب التي هي محل توقعات كبيرة بشأن ما ستفعله. أو داخل لبنان وكل منطقة الشرق الأوسط.
لماذا؟؟
لأن مسعد بولس هو شخصية تأتي لمنصبها ككبير مستشاري الرئيس ترامب للشرق الأوسط، وهو يحمل معه تجارب نجاحه؛ وبهذا المعنى فهو شخصية عامة مجربة لجهة أن النجاح عادة ما يكلل مهامه وجهوده: كعضو في الحزب الجمهوري أضاف مسعد بولس للحزب إنجازات نوعية كان آخرها نجاحه بإقناع الأميركيين العرب والمسلمين بالانتقال من انتمائهم التاريخي للحزب الديموقراطي إلى تأييد الحزب الجمهوري بزعامة دونالد ترامب، وذلك لأول مرة في تاريخهم الانتخابي والسياسي.
لقد غيّر مسعد بولس مجرى نهر التصويت لعرب ومسلمي أميركا، وبذلك فتح أبواب الحزب الجمهوري كي تدخل إليه شريحة ناخبة كبيرة كان الحزب الديموقراطي يعتبر استقطابها لصالحه أمراً حاصلاً ومسلّماً فيه.
.. ومسعد بولس كلبناني هو مثال على قصة نجاح اغتراب أبناء بلد الأرز.. بين العامين ١٩٧١ وهو عام مولده في قرية كفر عقا في شمال لبنان، وعام ٢٠٢٤ وهو عام تعيينه ككبير مستشاري الرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط، توجد قصة كفاح يستطيع لبنان أن يرفع رأسه بها.. وهذه أيضاً ليست قصة نجاح مسعد بولس فقط بل قصة نجاح العصامية اللبنانية التي تبني في الصخر حدائق معلقة للإنسانية الطموحة والراقية.
لقد نشأ مسعد بولس في ولاية تكساس وحصل على الجنسية الأميركية شأنه في ذلك شأن ملايين الأشخاص الذين يقصدون الولايات المتحدة الأميركية بوصفها بلد الفرص والديموقراطية؛ ولكن مسعد بولس كان حالة استثنائية في إثبات القدرة على الإرتقاء داخل مجتمع أكبر وأقوى دولة في العالم. صار رجل القانون وفوق لسانه ذي اللكنة اللبنانية، تتدفق ثلاث لغات؛ وإلى جانب تفقهه بالقانون برز في عالم التجارة حيث فتح أسواق أفريقيا أمام شركة عائلته المتخصصة في توزيع المركبات في القارة السمراء (بلغت قيمتها مليار دولار).
منذ دخوله السياسة عُرف مسعد بولس بتأييده للحزب الجمهوري ودعمه للرئيس دونالد ترامب.. ومرة أخرى لم يكن مجرد عضواً في هذا الحزب الأميركي العريق ولا مجرد مؤيد صادق لترامب؛ بل كان سنبلة مثقلة بالقمح أثمرت وأضافت للحزب الجمهوري ولترامب مكاسب نوعية؛ وهذا ما برز خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة حيث كان لمسعد بولس القضل الكبير في فتح ولاية ميشيغان المترددة أمام دخول ترامب إليها ليكون خيارها الانتخابي الجديد.
والواقع أن ما بات يسمى اليوم بإنقلاب ميشيغان الانتخابي وانتقال عرب ومسلمي أميركا من الحالة الحزبية الديموقراطية إلى الحالة الجمهورية الترامبية، إنما يعكس في العمق أمراً لافتاً، وهو مدى الحضور المحترم ومكانة الثقة الكبيرة التي يتمتع بها مسعد بولس بين أبناء جاليات الشرق الأوسط العرب والمسلمين الأميركيين؛ فالرجل لم يكن فقط يمثل بجدارة حملة ترامب لدى العرب والمسلمين الأميركيين؛ بل نجح أيضاً في أن يمثل نبض هؤلاء الأخيرين داخل عقل ترامب وقلبه.
يملك مسعد بولس المفتاح الذهبي الذي بواسطته فتح باب التغيير في ولاية ميشيغان التي كانت مترددة؛ وكل الأمل اليوم أن ينجح مسعد بولس بخبرته في فتح باب أزمة لبنان على حلول وانفراجات ابتداعية؛ وبالتالي ينال هذا البلد الصغير من ابنه البار الكبير حظاً كبيراً من الخير والبشرى والأمل بعد أن ضاقت به السبل وطال عذابه.
أهلاً بحقبة الخير.. أهلاً بمسعد بولس في أفق الشرق الأوسط الجديد؛ وفوق جبال لبنان، وطن الرسالة وتلاقي الأديان.