بين “الفرقة الرابعة” والقوات الخاصة… هكذا يحمي الأسد نفسه!
رغم الخسائر الكبيرة التي مني بها النظام السوري في مناطق واسعة، وخاصة في محيط العاصمة دمشق لصالح فصائل المعارضة المسلحة، تظهر البيانات التي أصدرتها وزارتي الدفاع والداخلية في حكومة بشار الأسد مؤشرات على نية النظام الاستمرار في مقاومة الهجوم على دمشق.
وفقًا للمصادر الخاصة، فإن فصائل المعارضة المسلحة تواصل تقدمها، وأكدت يوم السبت أن هدفها الآن أصبح إطباق الحصار الكامل على العاصمة. من جهة أخرى، أكدت الرئاسة السورية أن بشار الأسد يواصل عمله من مكتبه في دمشق، وأشار وزير الداخلية، اللواء محمد الرحمون، إلى أن قوات النظام قد فرضت طوقًا أمنيًا شديدًا على أطراف العاصمة، قائلًا “لا يمكن لأحد أن يكسره”.
يُعتقد أن الرئيس السوري، بشار الأسد، يقيم في القصر الجمهوري الواقع على جبل قاسيون، وهو المقر الرسمي للرئيس السوري ومركز إدارة شؤون الدولة. وبالإضافة إلى القصر الجمهوري، يُعتقد أن الأسد قد يستخدم مواقع أخرى لإدارة مهامه، خاصة في ظل الظروف الأمنية الحالية، ومنها “قصر الشعب” في قاسيون، والمكتب الرئاسي في منطقة كفرسوسة، بالإضافة إلى مواقع أخرى سرية.
تتوزع مهمة حماية القصر الجمهوري على عدة جهات رئيسية، أولها “الحرس الجمهوري”، الذي تم تأسيسه منذ عقود لحماية نظام الأسد. هذا الحرس يضم وحدات مدربة تدريبًا عاليًا، وقد تمت ترقيته ليشمل جنودًا يتم اختيارهم بعناية بناءً على الولاء للنظام والانتماء الطائفي. ومع ذلك، يعتقد البعض أن الحرس الجمهوري لا يمتلك القدرة على مقاومة المتمردين بشكل فعال، خاصة بعد التقدم الذي حققته فصائل المعارضة في الأيام الماضية.
الجهة الثانية هي “الفرقة الرابعة مدرعات”، وهي وحدة ليست مكلفة رسميًا بحماية القصر، لكنها تلعب دورًا كبيرًا في تأمين محيط العاصمة. يقودها ماهر الأسد، شقيق الرئيس، وهي واحدة من الوحدات الأكثر تميزًا في الجيش السوري. إضافة إلى ذلك، هناك “القوات الخاصة” بقيادة اللواء سهيل الحسن، التي تتولى أيضًا حماية الأسد.
وفقًا للخبير العسكري السوري إسماعيل أيوب، يعد الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة “خط الدفاع الأول” عن دمشق، وكان يقدر عدد جنود كل منهما بحوالي 20 ألف جندي قبل عام 2011. ودعمت هاتان الوحدتان بمعدات متطورة مثل دبابات “تي 82” وعربات الدفاع الجوي “بانتسير”، مما يعزز قدرتهما على حماية محيط العاصمة.
يشير الخبراء إلى أن التقدم الذي تحققه فصائل المعارضة في مدن مثل حمص قد يؤدي إلى محاصرة قوات النظام في محيط دمشق، خاصة إذا تمكنت المعارضة من السيطرة على حمص بشكل كامل. في هذه الحالة، قد تجد القوات المسؤولة عن حماية الأسد نفسها محاصرة، مع احتمالية أن يكون الخيار الوحيد للهروب هو الاتجاه إلى لبنان.
فيما يتعلق بتكتيك المعارضة، أشار الخبراء إلى أن المعارضة المسلحة لم تقتصر على استخدام الأسلحة الخفيفة فقط، بل استخدمت أيضًا طائرات مسيرة حديثة ومدفعية ودبابات. هذا يشير إلى أن المقاومة التي قد يواجهها النظام في حال استمرار تقدم المتمردين ستكون عنيفة، مما يؤدي إلى تدمير منشآت ومقتل العديد من الجنود والضباط المدنيين