الهديل

ثورة سورية: حرية تسطع تحت ضوء الشمس

ثورة سورية:

حرية تسطع تحت ضوء الشمس

 

كتب بسام عفيفي
بعد أكثر من خمسة عقود قلب السوريون الصفحة واستبدلوا الماضي الذي أصبح عبئاً على حركة تجديد الحياة السياسية في بلدهم بمستقبل جديد واعد..
لقد عاني السوريون كثيراً؛ كان هناك سجون بأكثر مما كان هناك مدارس؛ ومع كل صبح كان “زوار الفجر” يجرون إنساناً إلى المعتقلات ويسلبونه حريته؛ وكل ذنبه أنه تنفس بحرية أو قال كلمة خارج كتاب النظام الرسمي.
السجناء في السجون السورية كان بينهم سجناء لبنانيون دخلوها شباباً ولم يخرجوا منها إلا قد شاب شعرهم وبلغوا عمر الشيخوخة؛ والكثير من اللبنانيين فقدوا داخل غياهب السجون السورية التي صدق القول فيها: الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود!!.
يتكشف اللبنانيون اليوم أن النظام السوري البائد كذب عليهم حينما أبلغ الرئيس ميشال عون أنه لا يوجد داخل سجونه معتقلون لبنانيون. أمس خرج لبنانيون من سجون النظام وقد ارتسمت على ملامحهم معاني الوقت الطويل الذي قضوه داخل زنزانات النظام.
إن التاريخ يرى ويشاهد ويحفظ في ذاكرته الأحداث؛ وسورية لديها تاريخها العريق وبنفس الوقت لديها تاريخ يحفظ أحداثها ويتذكرها حين تنفع الذكرى.
أكثر من خمسين عاماً مرت على العيش مع الصدى وخارج معنى الصوت، كان هناك قهر وكان هناك مواطن يسعى باستمرار لينال معنى تسميته، لكن تعسف الحكم كان يقتل أية قربى تنشئ بين المواطن والدولة.
سوف تعود سورية دولة نابضة داخل المشرق العربي؛ وصورة ساطعة عن الحرية؛ وستكتب للبنان جارها قصة وأمثولة دمشق المسامحة والأخوية.. كل إنسان لا يمكنه إلا ترديد عبارة هذا الصباح، وهي صباح الخير لكرامة نجاح إرادة الناس الأحرار في سورية.
Exit mobile version