أردني يروي تفاصيل اعتقاله 17 عاماً في سوريا بسبب “رسالة”
روى المواطن الأردني إبراهيم فريحات تفاصيل مروعة لاعتقال دام 17 عاماً في السجون السورية قبل أن ينال حريته في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد.
فريحات قال خلال استضافته على قناة “المملكة” الرسمية مساء امس الثلاثاء: “دخلت السجن في سوريا وعمري 53 عاما وخرجت بعمر الـ70”.
وكان فريحات “السجين رقم 31 في فرع فلسطين” قبل اعتقاله يعمل سائق أجرة على خط سفريات “الأردن، دمشق، لبنان”، حيث روى تفاصيل ما حدث معه قائلا: “كنت أقف أمام مكتب سفريات في منطقة العبدلي في العاصمة عمّان بانتظار ركاب للتوجه إلى دمشق، إلى أن وصل أشخاص وبدأت بتجهيز نفسي للتحرك”.
وأضاف أنّه استلم أمر حركة من المكتب الذي يعمل لديه لنقل الركاب إلى سوريا، وأنّ شابا حضر للمركبة قبل المغادرة وبيده حقيبة صغيرة طلب مني نقلها إلى “الشام (العاصمة السورية دمشق) وتسليمها لشخص هنالك، وبعد التأكد من أن الحقيبة فارغة غادرت”.
وتابع فريحات أنه تواصل مع شخص زوده برقم هاتفه ومعلوماته من الشاب في عمّان، حيث بقي في انتظاره قرابة نصف ساعة إلى أن توقفت مركبة بداخلها شاب سألني عن الحقيبة وعند لحظة التسليم سمعت أصوات أسلحة نارية من الخلف!.
ولفت إلى أن “أشخاصا أخذوا مني الحقيبة ثم كبلوا يدي، ثم تم عُصبت عيني، وتم تحويلي إلى فرع فلسطين”.
وتحدث أنه “أجبر على خلع ملابسه، وتم سكب الماء على جسمه بعد وصوله السجن… ولكن أنظر إلى الحقيبة التي مزقها أحد الشرطة الموجودين بأداه حادة، وأخرج منها ورقة (رسالة) ليقرأها بصوت مرتفع لمعرفة سبب وجودي في السجن”.
وقال: “الرسالة بداخلها معلومات خطيرة لكني أنكرت معرفتي بالرسالة فورا، ومن هنا بدأ التحقيق معي لمعرفة الأشخاص الذين زودوني بالحقيبة”
وأضاف فريحات: “من بعد ذلك بدأ التعذيب في سجون الأسد بطرق مختلفة، وكانت البداية من إيقافي في ممر بين غرف زنازين وتعليقي بسقف الممر مكبل اليدين بملابس داخلية فقط، وقام السجانون بوضع الكهرباء على جسمي واستمر التعذيب الأولي مدة 24 ساعة، ثم تم إيقافي أسفل فتحة مكيف بارد لا يمكن الوقوف فيها حتى سقطت أرضاً”.
وتحدث بعد ذلك عن تحويله إلى “زنزانة منفردا، برقم للمناداة بدلا من الاسم”. وقال: ” لا يمكن الحديث عن جميع أنواع التعذيب”، لكن فريحات أكّد أن “التعذيب في سجون نظام الأسد مخيف، ويذهب العقل وبقيت تحت التعذيب حتى الأحد الماضي”.
وتابع: “31 رقم غرفتي بالمنفردة بفرع فلسطين، بقيت فيها 9 أشهر، ولن أنسى هذه الأيام من حياتي، حيث إنّ الغرفة كانت بطول مترين وعرض 140 سم، وبداخلها بطانية للنوم، وأخرى لوضعها تحت الرأس للنوم”.
وخلال حديثه أكد: “الطلعة على الحمامات مرة واحدة باليوم و(بكيفهم) أي باختيار السجانين داخل الفرع”.
واستكمل أنه كان في الغرفة “أنبوبتان فارغتان واحدة للتبول، والأخرى للشرب، وعلبتان أيضا فارغتان واحدة للأكل وأخرى للفضلات”.
وقبل تلك الأيام كان الفريحات موجودا في السجن الأخطر في العالم “صيدنايا” لمدة عامين.
ووفق فريحات: “وصلت الفصائل المسلحة إلى السجون، وبدأوا بفتح الأبواب وإخراج المساجين”، مشيرا إلى أنه سار مشيا على الأقدام 30 كيلومترا للوصول إلى دمشق، قائلا: “مشيت تقريبا 30 كيلومترا من السجن ( سجن عذرا المدني) حتى وصلت إلى أشخاص من الفصائل المسلحة في دمشق، وبعد التعريف بنفسي طلبت إيصالي إلى حدود الأردن”.
وقال إنه وصل للحدود واستقبل من الأجهزة الأمنية ثم خرج لذويه الذين كانوا بانتظاره أمام أبواب معبر جابر الحدودي.
ووفق عضو مجلس النواب خالد أبو حسان، يبلغ العدد المعلن للمعتقلين الأردنيين في سوريا نحو 250-300 سجين أردني، لافتاً إلى أن “الأعداد غير المعلنة لا معلومة لدي حول رقم محدد”