من تونس إلى سوريا… مصائر مختلفة لقادة أطاحت بهم شعوبهم
انضم الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى قائمة القادة العرب الذين أطيح بهم خلال انتفاضات “الربيع العربي”، إذ فر من سوريا بعد حكم استمر نحو 25 عاماً.
ولجأ الأسد إلى روسيا حيث منحه الرئيس فلاديمير بوتين حق اللجوء، لينضم إلى قائمة الحكام الذين وجدوا ملاذاً في دول مختلفة بعد سقوط أنظمتهم.
وجاء سقوط الأسد بعد هجوم مباغت قادته فصائل المعارضة المسلحة، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، والتي تصنفها الولايات المتحدة على أنها “إرهابية”.
وبدأ الأسد حكمه في العام 2000، بعد توليه السلطة خلفاً لوالده حافظ الأسد الذي حكم سوريا بقبضة حديدية لمدة ثلاثة عقود.
وأحيا في البداية آمالاً بـ”ربيع دمشق”، لكن سرعان ما تلاشت تلك الآمال مع تشديد القبضة الأمنية.
وفي العام 2011، واجه الأسد احتجاجات شعبية واسعة تحولت لاحقاً إلى نزاع مسلح دامٍ، احتفظ خلالها بالسلطة بفضل دعم حلفائه روسيا وإيران و”حزب الله”.
ورغم تحقيق هدنة نسبية في العام 2020، رفض النظام أي حلول سياسية مع المعارضة، إلى أن سقط في كانون الأول الحالي.
مصير القادة العرب في “الربيع العربي”:
زين العابدين بن علي:
كان أول القادة العرب الذين أطيح بهم خلال “الربيع العربي”، إذ غادر تونس في 14 كانون الثاني 2011 متوجهاً إلى السعودية بعد احتجاجات شعبية واسعة. وعد بن علي عند توليه السلطة عام 1987 بالإصلاح والديمقراطية، لكنه سرعان ما سيطر على مفاصل الاقتصاد، مما أدى إلى تزايد الاحتجاجات التي أطاحت به. توفي بن علي في منفاه بالسعودية عام 2019.
معمر القذافي:
حكم ليبيا لمدة 42 عاماً قبل أن يُقتل في تشرين الأول 2011 خلال انتفاضة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي. القذافي الذي أطلق على نظامه اسم “الجماهيرية” حكم البلاد بأسلوب استبدادي، ومع سقوطه انتهى فصل دامٍ من تاريخ ليبيا.
حسني مبارك:
استلم السلطة في مصر عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات، وظل في الحكم 30 عاماً. أطيح به خلال ثورة 25 كانون الثاني 2011، وسُجن لاحقاً بتهم تتعلق بالفساد وقتل المتظاهرين، قبل أن تتم تبرئته في العام 2017. توفي مبارك في شباط 2020.
علي عبد الله صالح:
حكم اليمن لمدة 33 عاماً، مشبهاً منصبه بـ”الرقص على رؤوس الثعابين”. أطيح به عام 2011 بعد احتجاجات شعبية، لكنه استمر في السعي لاستعادة السلطة عبر التحالف مع الحوثيين قبل أن ينقلبوا عليه ويقتلوه في كانون الأول 2017.
عمر البشير:
حكم السودان لمدة 30 عاماً بعد انقلاب عسكري عام 1989. أطيح به في نيسان 2019 بعد مظاهرات شعبية، ووجهت إليه المحكمة الجنائية الدولية تهماً بالإبادة وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. حُكم عليه بالسجن بتهم الفساد، فيما يشهد السودان صراعات مستمرة بين أطراف عسكرية متناحرة