لغز الرقم 11.. “الرابط العجيب” بين اغتيال نصرالله وسقوط الأسد
في عالم السياسة والحروب، تظهر أرقام تحمل أسرارًا خاصة وقد تغير مجرى التاريخ، ومن بين هذه الأرقام الرقم “11”، الذي تكرر بشكل لافت في مسارات اثنين من أبرز الشخصيات الجدلية في الشرق الأوسط: حسن نصر الله، الأمين العام السابق لحزب الله، وبشار الأسد، رئيس النظام السوري السابق.
11 يومًا دمرت حزب الله
في 17 سبتمبر الماضي، وقعت إحدى أخطر العمليات الاستخباراتية في تاريخ لبنان، حيث تمكنت إسرائيل من تفجير آلاف أجهزة الاتصال التابعة لعناصر حزب الله دفعة واحدة.
وفي تطور ملحوظ، قُتل حسن نصر الله في غارة جوية يوم 27 سبتمبر، حيث قضى اختناقًا بعد ساعات من الهجوم، بذلك انتهت 11 يومًا من التصعيد الإسرائيلي المكثف الذي دمّر قيادة الحزب ومراكزه الرئيسة، وفتح الباب لمرحلة جديدة من الحرب البرية والقصف الشامل للأراضي اللبنانية.
الرقم نفسه.. سقوط الأسد
وعلى الجانب الآخر، شهدت سوريا تطورًا مشابهًا في مدته الزمنية، حيث لم تكن الأيام الـ11 أقل تأثيرًا، ففي 27 نوفمبر الماضي، أطلقت المعارضة السورية هجومًا واسع النطاق على نظام الأسد، وخلال 11 يومًا فقط، انهار النظام الذي دام 53 عامًا، وسقطت المدن الكبرى واحدة تلو الأخرى، بدءًا من حلب وصولًا إلى دمشق.
وفي 30 نوفمبر، اقتحمت المعارضة مدينة حلب وسيطرت على المطار الدولي وقلعة حلب التاريخية، في أولى انتصاراتها الكبرى، وتواصلت الانتصارات في 5 ديسمبر بالسيطرة على مدينة حماة وتحرير آلاف المعتقلين، تبعتها اجتياح درعا في 7 ديسمبر، ما أدى إلى زوال قبضة النظام عن الجنوب السوري.
وفي 8 ديسمبر، خاضت المعارضة معركة حاسمة في حمص، أكدت خلالها انهيار النظام بفقدانه السيطرة على المدينة الإستراتيجية، ومع حلول نفس اليوم، كانت العاصمة دمشق محاصرة بالكامل، وفي 8 ديسمبر أعلنت المعارضة السيطرة عليها نهائيًا، معلنة بذلك نهاية حكم عائلة الأسد.
وربما يكون الرقم 11 مجرد مصادفة، إلا أنه يحمل دلالات عميقة، ففي غضون 11 يومًا، انتهت سطوة اثنين من أكثر الأنظمة نفوذًا في الشرق الأوسط، مما يزيد من التساؤلات عن العلاقة التي جمعت بين نصر الله والأسد، وعن رسائل التاريخ التي تكمن خلف هذا الرقم المثير