حانات سوريا تعيد فتح أبوابها والمشروبات الكحولية مسموحة
احتفل سكان دمشق بفرح بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاما، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.
فقد قادت هيئة تحرير الشام الإسلامية فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى البعض من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.
ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي هيئة تحرير الشام المدينة، بدون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن موقتا.
ما يريده صافي، صاحب “بابا بار” في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بكأس أو اثنتين في موسم عيد الميلاد الذي يشهد اقبالا عادة.
مخاوف بسبب وسائل التواصل
وفي حديث مع وكالة فرانس برس في حانته، اشتكى صافي الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف انتماءه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.
فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين الاسلاميين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.
وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الويسكي والعرق “أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلا أقدم فيه مشروبات كحولية”.
أضاف أنهم أجابوه “افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل”، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.
ولم تصدر الحكومة التي تقودها هيئة تحرير الشام أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.
لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضا أنها إدارة موقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.
وقال مصدر في هيئة تحرير الشام لوكالة فرانس برس طلب عدم كشف هويته إن “الحديث عن منع الكحول غير صحيح”. وبعد الالحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشددا على أن الحكومة لديها “قضايا أكبر للتعامل معها”.
وأعيد فتح “بابا بار” وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحا وقوة الى أنهم آمنون.
في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصا، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءا.
وقال إن “الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء”.
أضاف “ولكن إذا كانت هناك تطمينات (…) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات”.
وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.
في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضا بينما الحاضرون يستمتعون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة
لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمما على قضاء وقت ممتع.
وقال لوكالة فرانس برس “كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف”، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفا “لكننا عدنا سريعا إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا”.
حفلة مع مغن
وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي هيئة تحرير الشام حضروا في ليلة إعادة الافتتاح لكنهم لم يغلقوا المكان.
أضاف “بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جدا … كان هناك حفلة مع مغن. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من هيئة تحرير الشام”.
وأشار إلى أنهم “دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج”.
وبدلا من مداهمة المكان، كان عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع الى أن العمل يمكن أن يستمر.
تابع “قالوا للناس: لم نأت إلى هنا لنخيف أو نرهب أحدا. جئنا إلى هنا للعيش معا في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة”.
وتابع شلش “عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حاليا مرتاحون مبدئيا لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنيا ولا يستمر”.
ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام عملها حتى الأول من آذار/مارس. بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.
في هذه الأثناء، يصر صافي على محبي احتساء الخمر أن يعودوا إلى الحانات.