الراعي في امسية ميلادية لرعويتي الشبيبة والاشخاص ذوي اعاقة في الدائرة البطريركية:
لتكن سنة 2025 سنة سلام حقيقي وإعادة بناء الدولة بدءا بانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني
– أقام مكتب رعوية الشبيبة ومكتب رعوية الأشخاص ذوي إعاقة في الدائرة البطريركية المارونية أمسية ميلادية، بعنوان “ميلادك نور بلادنا”، أحيتها جوقة إسبيرانزا “Esperanza” بقيادة فادي هاشم وبالاشتراك مع مؤسسة سيزوبيل “SESOBEL”، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وحضوره والنائب البطريركي العام المطران حنا علوان، النائب البطريركي العام السابق المطران بولس صياح، مرشد مكتب رعوية الشبيبة الأب جورج يرق، مرشد مكتب رعوية الأشخاص ذوي إعاقة الأب ميلاد سقيم، الى مكرسين ومكرسات ومسؤولي الجماعات والحركات الرسولية والكشفية الكنسية والجمعيات الإنسانية ذات الصلة وشخصيات وطنية وسياسية وأمنية وإعلامية واجتماعية والشبيبة والعائلات خصوصا التي عانت من الحرب.
واشار بيان للمكتبين الى ان “هذه المبادرة “جاءت بعد ظلمة الحرب وأهوالها، لقاء شكر ومحبة للرب يسوع المسيح الذي أشرق بنور ميلاده علينا وعلى بلادنا ومنحنا سلامه، ولقاء يبني المحبة والأخوة بتعاون عائلي بطريركي بين المكتبين بهدف مساندة إخوة يسوع الصغار وشبيبته ذوي الحاجات الخاصة انطلاقا من دعوة القداسة لعيش عمق معنى الإنسانية التي تجلت في ميلاد الرب يسوع وتجسده الذي رفع الكرامة الإنسانية بغمرة ألوهيته وحنانه. وقد تميزت هذه الأمسية بأجواء ميلادية سماوية رائعة”.
استهلت الامسية باستقبال البطريرك الراعي بالابتهاج والفرح على وقع الأناشيد مع موسيقى الكشاف الماروني. ثم، رافق النشيد الوطني دخول العلم اللبناني محمولا من الشبيبة في موكب تقدمة إلى مذبح كنيسة الصرح الخارجية علامة على تسليم وطننا الحبيب الذي عانى ولا يزال يعاني من مخاض الصراعات كي تكون ولادة الرب يسوع ولادة جديدة له.
ثم كانت كلمة ترحيب وإطلاق الأمسية مع ألامين العام لمكتب رعوية الشبيبة البطريركي كارلوس معوض. وقد تضمنت الأمسية تأملات روحية ميلادية مع الشبيبة، ترافقت مع لغة الإشارة. كما أحيت مرنمات جوقة إسبيرانزا “Esperanza” داليا فريفر وريتا مارديني وامال شعيا بأصواتهن العذبة السماوية هذه الأمسية. وكان لشبيبة بيت العناية الإلهية مشاركة أيضا برقصات تعبيرية تسبيحية زرعت في قلوب الحاضرين بسمة ورجاء. كما وشاركت جوقة أطفال وشبيبة مؤسسة سيزوبيل في احتفالية ميلادية ختامية.
فريفر
بعدها، كانت كلمة لمنسقة مكتب رعوية الأشخاص ذوي إعاقة البطريركي داليا فريفر، شكرت فيها الراعي على “محبته الأبوية الكبيرة وبركته الدائمة التي احتضن بها المكتب منذ إنطلاقته، أي منذ ما يقارب السنة، فهو علامة فارقة في الكنيسة لأنه يعنى برعوية الأشخاص ذوي إعاقة ويحمل صوتهم وقضيتهم لكل مكان كي يكون لهم مكانتهم وحضورهم الفاعل حيثما حلوا.
كما شكرت الرب على “وزناته الكبيرة التي يمنحنا إياها لنمجده بها، ومكتب رعوية الشبيبة على هذه الشراكة وهذا التعاون المميز في التنظيم الذي أثمر بعد الجهد المشترك ثمار بركة وفرح”. وشددت على “أهمية تعاون مكاتب الدائرة البطريركية المارونية في حمل كل رسالة إنسانية بمختلف أبعادها”.
وختمت متمنية أن “يحمل ميلاد الرب يسوع هذه السنة بشكل خاص السلام لقلوبنا ولبناننا”.
وبعد تسليم هدايا لأطفال وشبيبة مؤسسة سيزوبيل عربون محبة وشكر على مشاركتهم المميزة في هذه الأمسية، كانت لهم ترنيمة ختامية مع داليا.
الراعي
والقى البطريرك الراعي كلمة، عبر فيها عن فرحه العميق بهذه الأمسية، وقال: “أعتقد أن ما من أحد تجرأ على النظر إلى ساعته. لروعة هذه الأمسية التي لا نريدها أن تنتهي. أنا شخصيا لم أنظر إلى ساعتي، وكذلك الأمر بالنسبة لكم. بالحقيقة ما سمعناه من داليا فريفر وريتا مارديني كان يمجد الخالق وقد رفعنا إلى فوق.. لذلك نسينا أننا على الأرض، ولم نفكر في النظر إلى ساعاتنا. أود أن أقول لداليا، مبروك مرور سنة على حياة مكتب راعوية الأشخاص ذوي الإعاقة. لكننا نعترف لك أننا لم نحلم يوما بأن تصلي بهذا المكتب إلى ما وصلتي إليه. بالحقيقة هذا إعتراف، لأن ما قمت به وتقومين به وستقومين به أمر كبير. والليلة، رأينا إلى جانبك ريتا مارديني، هذا الصوت الرائع. أنتما صوتان رائعان… شكرا لك لأنك ستعرفيننا على كل الأشخاص ذوي إعاقة. لكنك تظهرين لنا أن الإعاقة.. وأظن أننا يجب أن نجد تعبيرا مختلفا غير إعاقة لأنكم بمواهبكم، داليا وريتا وأطفال وشبيبة سيزوبيل خالين من أي إعاقة. نريد أن نطلق عليكم اسم “جرح من جروحات المسيح” و”تكملة لآلام المسيح”. لا يجب أن نطلق عليكم اسم ذوي إعاقة. لأنكم أظهرتم لنا المقدرة العظيمة التي تمتلكونها. على سبيل المثال، كيف تستطع داليا وريتا حفظ وتذكر كل هذه الترانيم من دون أي ورقة أو كتاب أو أي شيء آخر. أين حفظن كل هذه الكلمات؟ في ذاكرتهن؟ في قلبهن؟ وبالتالي، كيف يمكننا القول بأنهم أصحاب إعاقة؟ ربما نحن المعوقين لأننا لا نملك قدراتهم، ولا نستطيع أن نحفظ مثلهم. لذلك، أرى أنه يجب أن نطلق على أنفسنا أصحاب إعاقة وهم سليمين. أود أن أشكركم باسم كل الحضور، لأنكم هيأتم هذا الميلاد ليكون أجمل ميلاد في حياتنا. لأنكم رنمتم من كل قلبكم. أنتما وجوقة سيزوبيل غنيتم وصليتم. سمحتم لنا بأن نعيش أجمل ميلاد، أجمل تهيئة للميلاد. شكرا لكم، لأنكم سمحتم لنا بعيش الميلاد الذي تشير كل الأمور إلى أنه سيكون ميلادا مختلفا عما مضى. سيكون ميلاد السلام بعد الحرب. وسيكون ميلاد رئيس جمهورية في 9 كانون الثاني بالتأكيد. وأريد أن أقول بكلمة واحدة شكرا على ال “هللويا” التي تخرج من صميم قلبكم، وأنتم تنشدون أناشيد الميلاد ليسوع الذي صار إنسانا، الذي أحبنا، الذي هو إلهنا معنا، الذي خلق السلام، الذي ترك لنا السلام، السلام الذي أنشده الملائكة يوم ميلاده كان “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام”. نحن حاملين سلام المسيح. هذا ما نستنتجه الليلة من خلال كل شيء رائع سمعناه منكم ومن جوقة سيزوبيل. السلام الحقيقي هو السلام الذي في قلوبكم، والسلام الذي يكون في قلوب كل الناس، والسلام الذي يكون في ربوع الوطن. هذه هدية الميلاد لنا. يمكننا أن نرنم المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام. نعم، يسوع بميلاده زرع السلام في الأرض، وسلمنا إياه كي نبني نحن بدورنا للسلام، هذا عملنا. هذا ما عشتموه داليا وريتا الليلة وهذا ما يعيشه إخوتنا في سيزوبيل. هذا هو السلام الذي يحتاجه العالم. هذا هو السلام الحقيقي. لقد شبعنا حروب، وشبعنا بغض، وشبعنا ضغينة. آن الأوان لنبني هذا السلام، سلام المسيح. نتمنى أن نحمل معنا في هذه الليلة هذه الزوادة، وهي أن يبني كل واحد منا السلام في بيته وفي بيئته الصغيرة، أن يكون من جماعة المحبة والسلام. أتمنى أن يكون هذا العيد مباركا عليكم، عيد الميلاد والسنة الجديدة، وأن تكون سنة 2025 سنة سلام حقيقي وسنة إعادة بناء الدولة اللبنانية، بدءا بانتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني. هذا رجاؤنا وهذا أملنا وهذا وطيد إيماننا”. ثم أثنى غبطته أخيرا على جهود الشبيبة واندفاعهم وعطاءاتهم النوعية مع مكتب راعوية الشبيبة شاكرا لهم مساهمتهم في إنجاح هذه الأمسية. وختم غبطته قائلا: “ميلاد مجيد وسنة مباركة عليكم جميعا.. ولد المسيح، هللويا”.
ثم قدمت هدية تذكارية للراعي من قبل المكتبين عربون محبة بنوية عميقة على محبته وثقته. وقدم مكتب رعوية الشبيبة باقات ورود للمرنمات عربون شكر وتقدير على مواهبهن التي يضعنها في خدمة الرب.
وفي الختام، بعد التقاط الصورة التذكارية، تم توزيع هداية تذكارية للحضور المشارك عربون محبة وتقدير من المكتبين وتشارك الجميع نخب المناسبة