الهديل

خاص الهديل: “جلسة بري” و”جلسة ترامب”: معارضون ومتضررون بوجه فريق ٩ يناير!!

خاص الهديل..

بقلم: ناصر شرارة

في لبنان هناك أمور تحتاج لتوضيح ولفهم حقائق خلفياتها؛ من هذه الأمور لماذا اختار الرئيس نبيه بري يوم ٩ يناير تحديداً ليجعله موعداً لانتخاب فخامة الرئيس العتيد(؟؟)؛ لماذا لم يختر يوماً آخر: ٨ يناير مثلاً أو ١٠ يناير أو أي يوم آخر؟..

الجواب هو العلم عند الله، ومن ثم عند دولة الرئيس نبيه بري.

أمر آخر يحتاج لإيضاح، هو ما الفرق بين ورقة اتفاق لبنان مع إسرائيل بخصوص تطبيقات القرار ١٧٠١ وبين ورقة الضمانات الأميركية لإسرائيل بخصوص تطبيقات القرار ١٧٠١؟؟.

الجواب عند آموس هوكشتاين أما هنا في لبنان فالجواب هو أن العلم عند الله ومن بعده عند الرئيس بري..

أمور كثيرة تحتاج لإيضاحات ولأجوبة عن خفاياها؛ ودائماً تجد الجواب هو أن العلم عند الله ومن بعده عند الرئيس بري.

لا يعني ما تقدم أن الرئيس بري الذي يملك دون غيره من اللبنانيين أو دون أكثرية اللبنانيين، أجوبة عن الأسئلة يملك أيضاً حلولاً للمشاكل وللأسئلة؛ فـ بري يعرف ولكن ليس بالضرورة دائماً يعرف كيف يحل التعقيدات التي يعرفها ويعرف خلفياتها.

أحد تطبيقات نظرية أن بري يعرف وليس دائماً يعرف كيف يحل المشاكل التي يعرف خلفياتها؛ هو ما يحدث اليوم بخصوص جلسة ٩ يناير.. فهناك حالياً سباق بين ما يعرفه بري وما يعتقد بري أنه يجب يقوم به..

تبدو المعادلة أشبه “بحزورة”؛ ولكن يمكن إيضاحها بسهولة عبر عرضها على النحو التالي: يدرك بري أن هناك فريقاً يريد ومصرّ على أن لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل وصول ترامب للبيت الأبيض؛ أي أن هؤلاء يعملون بجد لتأجيل انتخاب الرئيس إلى ما بعد ٢٠ يناير؛ أي تأجيلها أسبوع أو أسبوعين عن موعد بري ٩ يناير كما قال نائب القوات اللبنانية جورج عدوان.

 هناك فريق ثان يريد ويرى أن له مصلحة بانتخاب رئيس يوم ٩ يناير أي قبل يوم ٢٠ يناير موعد دخول ترامب للبيت الأبيض؛ وبري يقف مع هذا الفريق الذي يوجد فيه أيضاً حزب الله. 

فريق انتظار ترامب يخشون من أن يكون بري يخفي تحت “كِمه” أرنباً (مفاجأة) يخرجه يوم الانتخاب في ٩ يناير من تحت كِمه بحيث يتم فيها انتخاب رئيس.. بالمقابل فريق انتخاب الرئيس قبل مجيء ترامب للبيت الأبيض يخشى أن يتفق المعارضون مع المتضررين في جبهة واحدة لتأجيل الانتخاب وتفشيل جلسة ٩ يناير.

وفيما هو معروف من هم المعارضون وعلى رأسهم القوات اللبنانية، فإنه يمكن تعريف من هم المتضررون بالقول انهم أولئك الذين بات لهم موقف جديد من كل معادلة الثنائي الشيعي لانتخابات الرئاسة.. وعلى رأس هؤلاء يوجد سليمان فرنجية الذي أبلغه الثنائي قبل أيام بتبدد حظوظه، وأيضاً يوجد في صف المتضررين جبران باسيل الذي يهدد الثنائي الشيعي بأن عليه الاستجابة لانتخاب إسم مرشحه في جلسة ٩ يناير أو سيكون عليه (أي الثنائي) أن يضطر لتقبل فوز مرشح ترامب والمعارضة في أية جلسة تحصل بعد ٢٠ يناير.

قد تحصل “عجيبة” وتلتقي مصالح المعارضين مع مصالح المتضررين على فكرة أنه طالما جلسة ٩ يناير لن تؤدي إلى انتخاب رئيس يريدونه، وطالما أنه لن يكون لأي منهم حظ في الوصول للرئاسة في هذه الجلسة التي يسمونها جلسة بري؛ فلماذا لا يتوحدون، كل طرف منهم لأسبابه، وراء فكرة انتظار “جلسة ترامب” (حسب تسميتهم) بعد ٢٠ يناير حتى يجربون الحظوظ الجديدة الممكن بروزها..

قد يكون مفهوماً لماذا سمير جعجع يريد أن تجري الانتخابات الفعلية بعد ٢٠ يناير وليس في ٩ يناير؛ ولكن ما يبدو غير مفهوم هو لماذا قد يفضل سليمان فرنجية أن ينضم للفريق الذي يريد انتخاب فخامة الرئيس في ظل وجود ترامب رئيساً وليس رئيساً منتخباً؟؟.

مقربون من بنشعي يقولون ان صداقة فرنجية القوية بمستشار ترامب للشرق الأوسط مسعد بولس تجعل الأول يراهن على أنه قد يكون له حظ أميركي في الوصول إلى قصر بعبدا بعد ٢٠ يناير؛ وذلك بعدما تأكد أبو طوني أنه ليس لديه حظ مع الثنائي الشيعي. وعليه قد يفضل فرنجية أن ينتظر مع المنتظرين – ولكن لأسبابه – تسلم ترامب الرئاسة حتى يتم انتخاب رئيس جديد قد يكون إسمه سليمان طوني فرنجية.

أما جبران باسيل فهو أيضاً قد يلتحق – ولأسبابه – بموقف معارضة انتخاب رئيس في جلسة ٩ يناير، وذلك تحت عنوان أن الثنائي الشيعي لم يقبل نصيحته بخصوص انتخاب مرشحه يوم ٩ يناير؛ وعليه فإنه يفضل أن يفاوص في جلسة ما بعد ٢٠ يناير إدارة ترامب على إسم الرئيس الذي يكون ثمن انتخابه رفع العقوبات عنه..

لعبة المعارضين ولعبة المتضررين تهدد جلسة ٩ يناير بالفشل؛ ولكن هل تحت “كِم” بري يوجد أرنب؛ أي مفاجأة؟!

Exit mobile version