خاص الهديل…
غنوه دريان…
لستُ مدخّنة ولا أشرب الكحول، وطبيبي نصحني بالجنس والسفر لصحّة قلبي، وللحقيقة لم أتوقع هذه النتيجة”، فهل سمعتم من قبل ان القلب يعاني من امراض نفسية ؟
نسمع يومياً خبر وفاة شخص نتيجة أزمة قلبية معيّنة، إلّا أنّه وفق الدراسات العلمية الأخيرة، تبيّن أن السبب الرئيسي في تباطؤ عمل القلب أو توقفه بالكامل، يرتبط مباشرة بالصحة النفسية ومستوى سعادة الإنسان وراحته، أيّ بقدر ما تكونون سعداء، تعيشون مدة أطول دون أيّ مشاكل صحيّة،
في إحدى الليالي استيقظت على صوت دقات قلبي السريعة دون سابق إنذار، وأصبحت اعاني من مشاكل في النوم، مروراً بالتفكير الزائد، شعرت اني بحالة صحيّة غير جيّدة، فقصدت احدى المستشفيات الكبرى في بيروت، حيث أجريت فحوصات وتخطيط قلب مفصّلاً لاعرف ما بي وعندما صدرت النتائج، قال لي الطبيب والسيجارة في يده ضاحكاً: “أنتِ بتدخّني؟”، فأجابته “لا”، ثم سألني “ولا بتسهري؟ أو بتضهري؟ أو مصاحبة؟”، فضحكت قائلةً: “إنتوا بتعملوا وجعة راس، بلاكن أحسن”.
حدّق الطبيب بي لدقيقتين، ثمّ أمسك التحاليل ومزقها وقال لي حرفياً، “روحي اضهري واسهري وسافري وصاحبي عمسؤوليتي. مشكلتك مش بالجسد، أنت مريضة تفكير وأسيرة مشاكل ما بتخلص ولا رح تخلص. انسي وضع البلد. ما تفكري ما تعتلي هم بكرا استفيدي من اليوم وريحي ذهنك لانو قلبك بلش يعطي انذار ويطفح الكيل معو “
فالاشخاص الذين يعانون من التوتر، القلق والتفكير المستمرّ، أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والخرف المبكر أو فقدان الذاكرة الجزئي، وذلك بسبب إرهاق عقلهم وخلاياهم الذهنية بصورة مستمرّة، ما يؤدّي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول وتراكم الكالسيوم في الشرايين، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.والسوشيال ميديا اليوم تلعب دوراً كبيراً في إرهاق الأشخاص وإصابتهم بالاكتئاب، خصوصاً خلال فترة المراهقة، وهذا ما يُفسّر إصابة المراهقين والمراهقات بعوارض قلبية مفاجئة أو متقطّعة”.
كلّ شخص منا يبحث عن الحبّ والطمأنينة في حياته، فسواء أردنا ذلك أم لا، لم تعد أمراضنا وليدة التلوّث البيئي أو انتشار الأوبئة أو تسمّم الطعام، ولا حتّى خلل في الهرمونات، المسألة صارت نفسيّة أكثر مما هي جسديّة، وبقدر ما قلبنا ينبض بالهموم والمشاكل اليومية، بقدر ما يُستهلك قبل أوانه ويتوقف دون سابق إنذار.