سجون في سوريا تُشكّل خطراً كبيراً… هذا ما سيحدث إذا تدهور الوضع الأمنيّ
ذكر موقع “سكاي نيوز” أنّ المخاوف تزايدت بين المسؤولين الأميركيين حيال إمكانية حدوث هروب جماعي لعناصر تنظيم داعش من السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في شمال شرق سوريا، حيث تضم هذه السجون آلاف العناصر من التنظيم.
وتشير تقارير استخباراتية نشرتها صحيفة بوليتيكو إلى أن المسؤولين الأميركيين يراقبون باهتمام الوضع في شمال شرق سوريا، حيث يعتقدون أن الهجوم التركي المحتمل على مناطق “قسد” قد يؤدي إلى تدهور الوضع الأمني، مما يسهل فرار عناصر داعش من السجون.
كما أعرب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن قلقه من أن يؤدي هذا الوضع إلى أزمة حقيقية على الأرض خلال الأيام المقبلة.
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري والاستراتيجي السوري العميد أسعد الزعبي: “داعش لم ينتهِ كما يروج البعض، بل هو موجود على الأرض بأشكال أخرى، مثل خلايا نائمة تستغل أي حالة فوضى للظهور مجددا. الهجمات التركية على قوات سوريا الديمقراطية قد تشكل فرصة كبيرة لعناصر داعش للهرب وإعادة تنظيم أنفسهم”.
ويرى الكاتب الصحفي زانا عمر من مدينة القامشلي أن “أي هجوم على “قسد” يخفف من الضغط الأمني على السجون، وبالتالي يسهل حركة خلايا داعش”.
وأضاف أن “داعش سيستغل هذه الفوضى للانتشار مجددًا في المنطقة”.
وفي السياق عينه، أكد العميد الزعبي أن “داعش قد يكون في مرحلة استراتيجية جديدة تتمثل في تشكيل خلايا صغيرة وتوزيعهم على المناطق ذات الوضع الأمني الهش. الهجوم التركي على قسد قد يوفر بيئة مناسبة لهذا التنظيم ليعيد تنظيم صفوفه”.
ومن جهة أخرى، تساءل البعض عن الدور الأميركي في مكافحة داعش في سوريا، إذ أشار الزعبي إلى أن “الولايات المتحدة، رغم تصريحاتها المتكررة عن القضاء على داعش، لم تقدم الدعم الكافي للفصائل المحلية مثل الجيش السوري الحر في مواجهة هذا التنظيم”.
وأضاف أن “التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة كان ضعيفا في دعم الهجمات ضد داعش، وكان يركز على أهداف أخرى”.
وبناء على التحليلات التي قدمها الخبراء العسكريون والصحفيون، فإن الخطر الذي يشكله هروب عناصر داعش من السجون السورية يبقى حقيقيا، خاصة في ظل الظروف الأمنية الحالية. تبقى الإجابة عن هذا التهديد مرهونة بالقدرة على تعزيز الأمن في المنطقة وتنسيق الجهود بين القوى المحلية والدولية لمكافحة الإرهاب