الهديل

هل أنت مصاب بالاكتئاب؟ فحوصات الدماغ تكشف عن شبكة مرتبطة به

هل أنت مصاب بالاكتئاب؟ فحوصات الدماغ تكشف عن شبكة مرتبطة به

في السنوات الأخيرة، توصل الباحثون إلى اكتشاف مهم قد يغير نظرتنا إلى فهم وعلاج الاكتئاب. باستخدام تقنيات متطورة في المسح الدماغي، جرى تحديد وضعية فريدة لشبكة عصبية معنية في الدماغ، يمكن أن تهيّئ بعض الأشخاص للإصابة بالاكتئاب.

 

 

الدماغ وشبكاته مفتاح الكآبة وعلاجاتها (موقع نيوروساينس)

 

في السنوات الأخيرة، توصل الباحثون إلى اكتشاف مهم قد يغير نظرتنا إلى فهم وعلاج الاكتئاب. باستخدام تقنيات متطورة في المسح الدماغي، جرى تحديد شبكة عصبية فريدة في الدماغ يمكن أن تهيّئ بعض الأشخاص للإصابة بالاكتئاب.

 

 

شبكة الدماغ والاكتئاب

 

 

بحسب ما جاء في تقرير نشرته مجلة “نيويروساينس نيوز” neurosciencenews، أظهرت دراسة أجراها باحثون في طب “وايل كورنيل” الأميركية أن وضعية مميزة في شبكات عصبية متمركزة ضمن مناطق معينة في الدماغ، قد تؤدي دوراً رئيسياً في تهيئة بعض الأفراد للإصابة بالاكتئاب. من خلال مسح متكرر لأدمغة مجموعة من مرضى الاكتئاب على مدى عام ونصف، اكتشف العلماء أن أولئك الأشخاص لديهم “شبكة إبراز الأولويات” salience network متمدّدة على مساحة في الدماغ أوسع بمقدار الضعفين، بالمقارنة مع الأفراد العاديين.

 

 

وبحسب تسميتها، تتعامل تلك الشبكة مع مختلف المواضيع التي يتعامل معها الدماغ بشكل مخطط ومدرك، وتعطي أولوية للاهتمام بمواضيع معينة على حساب مواضيع أخرى. وبدت مساحة تلك الشبكة مضاعفة لدى المصابين بالاكتئاب، مما يعني وجود علاقة عميقة بين أنماط المعرفة والإدراك والسلوك والشخصية وبين الإصابة بالاكتئاب، بالإضافة إلى أن التقلب المستمر في حالة المصاب بالاكتئاب قد يُفَسَّر بالتغييرات المستمرة في تعامل الدماغ مع المواضيع المهمة للشخص التي يحصل من خلالها على السعادة أو الإخفاق.

 

يشير هذا الاكتشاف إلى أن بعض الأفراد قد يكون لديهم استعداد بيولوجيّ للاكتئاب، مما يعزز فهمنا للتنبؤ بقابلية الإصابة بهذا الاضطراب النفسي. ورغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج، فإن هذه الأبحاث تُعدّ خطوة واعدة نحو تطوير أساليب جديدة لتشخيص الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى.

 

 

 

المسح العميق وتفاعلات الدماغ

 

اعتمدت الدراسة على تقنية المسح العميق باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهو ما أتاح للباحثين إمكانية قياس التغيرات في تدفق الدم إلى الدماغ وتحديد أنماط النشاط العصبي المرتبطة بالاكتئاب. يعتبر هذا الأسلوب أداة قوية لدراسة كيفية تنظيم الدماغ بمرور الوقت، والتغيرات التي يعانيها من يعانون بسبب الاكتئاب.

 

يؤكد الدكتور كونور ليستون، أستاذ الطب النفسي وعلم الأعصاب في “وايل كورنيل”، على أن الاكتئاب اضطراب يتسم بتقلبات في الحالة المزاجية. وتظهر هذه التغيرات بوضوح عند دراسة النشاط الدماغي بمرور الوقت. وأضاف أن التحدي الرئيسي يتمثل في فهم الآليات التي تتحكم بالتفاعلات المرتبطة بـ”شبكة الأولويات”.

 

شبكة الأولويات

 

 

 

كشفت الدراسة عن دور رئيسي لـ”شبكة الأولويات”، وهي مجموعة من المناطق العصبية في الدماغ التي تتفاعل مع معالجة المسائل التي يحصل خلالها الفرد على أحاسيس الفرح (تتضمن مكافأة نفسية)، أو يصاب بالغمّ والإحباط جراء عدم تحقّقها.

وتُشير الدراسة إلى إمكانيّة استخدام هذه النتائج في المستقبل في تطوير علاجات جديدة للاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى. كذلك يطمح الباحثون إلى توسيع نطاق أبحاثهم لتشمل حالات نفسية أخرى مثل القلق والوساوس وغيرهما.

ويأمل الفريق أيضًا في استكشاف تأثيرات العلاجات المختلفة على نشاط شبكات الدماغ، بهدف توفير خيارات علاجية متخصصة أكثر فاعلية. في نهاية المطاف، قد يؤدي هذا النهج المبتكر إلى تحسين جودة الحياة للمرضى الذين يعانون بسبب الاكتئاب والحالات النفسية الأخرى.

Exit mobile version