خاص الهديل..
بقلم: ناصر شرارة
بدأ أحمد الشرع يخرج إلى الإعلام العالمي حتى يجيب على سؤال ثمين دولياً، وهو هل أحمد الشرع هو قطعة من المشروع الحركي الإسلامي الذي عرفه العالم من خلال تجاربه مع طالبان في أفغانستان ومع الإخوان المسلمين في مصر وتونس ومع القاعدة في غير مكان من العالم، ومع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسورية وجرود لبنان، الخ..؟؟.
ومن يتابع إجابته على هذه الأسئلة يتضح له أن أحمد الشرع يتمسك بثلاثة أجوبة مفتاحية:
الجواب الأول أنه ليس معنياً بأن يشرح للغرب ما هي مواقفه من الشؤون داخل سورية، بل يهمه أن يشرح ذلك لشعبه؛ ولا يهمه أن يعجب الغرب بأفكاره على هذا المستوى أم لا؛ بل يهمه أن يعجب ما يقوله شعبه.
الإجابة الثانية هي أن الأجوبة عن شكل حكم سورية ليست موجودة في جيب أحمد الشرع، ذلك أن من سيقرر بهذه المواضيع هو الشعب وليس هيئة تحرير الشام وحدها.
الإجابة الثالثة تقول ان سورية ستتبع سياسة صفر مشاكل مع الخارج ومع دول الجوار.. فسورية لن تكون ساحة صراع للإقليميين والدوليين بعد اليوم، بل دولة تواصل بين دول العالم.
.. إلى هذه الأجوبة – الثوابت في كلامه الذي يرد به على سؤال من هو أحمد الشرع(؟؟)، ومن هم حكام سورية الجدد(؟؟)، يقول الشرع أيضاً انه له فضل على المنطقة وعلى العالم يتمثل بأنه أخرج النفوذ الإيراني من سورية وبالتالي من كل المنطقة.. ويقول إنه نجح في تحجيم دور روسيا، وهو الآن يبحث معها في إنشاء علاقة صداقة، وليس علاقة تبعية.
وفي هذه الجزئية يقول الشرع ان لروسيا علاقات استراتيجية مع سورية، لا يمكن التخلص منها دفعة واحدة؛ ولذلك فهو سيتمرحل في معالجة ملف الوجود الروسي في سورية.
.. ثمة أمر لافت في كلام الشرع وهو أنه يميز بين الحليف التركي وبين الدورين الروسي والإيراني في سورية؛ فالأخيران كانا ضد الشعب السوري، وذلك على عكس أنقرة.
يقول الشرع انه يعتمد الهدوء والتركيز والمنهجية في سلوكه السياسي؛ لأن العمل بأسلوب ردات الفعل يؤدي إلى سياسات خاطئة؛ وهنا يجدر فتح هلالين للتعليق على منهجية الشرع، ومفاد التعليق هنا هو أنه قلما شهدت الثورات ظهور قائدها وهو يتحدث عن الهدوء بمقاربة المشاكل والأزمات؛ فعادة المنقلبون الثوريون على الأنظمة يعتمدون أسلوب رفع الصوت والكلام بحماسة مبالغ بها، وهم يتقصدون الإشارة إلى الزجاج وهو يتحطم. والحق يقال أن هذا النمط من السلوك غير موجود في لهجة أحمد الشرع ما يوحي بأن جماعة الحكم الجديد في سورية يريدون تقديم أنفسهم على أنهم نوع جديد من الثورات ونوع آخر من الإسلام السياسي الحركي!!
لا يقبل أحمد الشرع كما ظهر في أحاديثه الأخيرة تلقي أسئلة من نوع هل أنت مع حقوق المرأة؛ وهل ستفرض الحجاب، وتمنع المرأة من ممارسة بعض المهام.
.. عن هذه الأسئلة يجيب الشرع وفق موجة واحدة يستعملها دائماً في الإجابة عن هذا النوع من الأسئلة؛ فهو يقول: أولاً هناك قضايا تواجهنا أعمق بكثير من هذه الأسئلة؛ ثانياً أنا بخصوص هذه الأمور لن أقدم وعوداً بل لدي في سجلي أفعال؛ فأنا كان لدي إدارة ذاتية في أدلب، وكان يوجد فيها جامعات ونسبة الطلبة الإناث فيها كانت ستون بالمئة..
.. ثم يختم ثالثاً بالقول: أنا لا يعنيني ماذا يقول الغرب عني، بل يعنيني ماذا يقول الشعب السوري.
وبخلاصة كلامه ينتقد الشرع التفكير الغربي كونه يستخدم النمطية تجاه سورية؛ فهو ينطلق من أفكار مسبقة ولا يحاول أن يتعامل مع الوضع الجديد بأدوات تفكير جديدة. يقول الشرع نحن لدينا ملاحظات على تفكير الغرب وليس الغرب لديه ملاحظات على تفكير الحكام الجدد في سورية!!