والدة إيلون ماسك… حكاية امرأة معنفة بسطت لها الصين السجاد الأحمر
سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على ماي ماسك ، والدة رجل الأعمال الأميركي وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك، كونها سلاحه السري في الصين حيث يبسط لها السجاد الأحمر وتتمتع بنفوذ قوي.
ووفق الصحيفة، تنتمي هذه السيدة البالغة من العمر 76 عامًا إلى اتجاه “المؤثرين الفضيين” الذين يتردد صدى نجاحهم في مواجهة الشدائد بقوة. فهل تكون هي السلاح السري لإيلون في الصين؟
ترى “الغارديان” أن ” ماي ماسك سيدة أعمال ناجحة. فبالإضافة إلى كونها والدة أغنى رجل في العالم، كانت تتنقل بين العديد من الأحداث الرائعة – العديد منها في الصين. في كانون الأول(ديسمبر) وحده، حضرت حفل عشاء في هانغتشو، وسارت على السجادة الحمراء لشركة مستحضرات تجميل في ووهان ووقعت نسخًا من النسخة الصينية من كتابها، “امرأة تضع خطة”، والذي وصفته بأنه “أكثر الكتب مبيعًا” في الصين.
أكثر مبيعا
في الواقع، كان الكتاب الوحيد المتعلق بماسك في قوائم الكتب الأكثر مبيعًا في الصين في أكتوبر هو سيرة ابنها إيلون ماسك بقلم والتر إيزاكسون. يتمتع إيلون ماسك بشعبية في الصين، ويُعتقد أنه لديه القدرة على ممارسة نفوذ مؤيد لبيجينغ في الإدارة القادمة المتشددة لدونالد ترامب. لكنه واجه أيضًا تدقيقًا بسبب صلاته بوزارة الدفاع الأميركية عبر شركته الفضائية، “سبيس إكس”.
ومع ذلك، تحظى ماي ماسك بإعجاب كبير في البلد الذي تدعي أنها تزوره “كل شهر تقريبًا”. وقد وُصفت بأنها سلاحه السري في الصين ــ فهي شخصية تتمتع بمكانة جيدة وقادرة على جلب حسن النية لطموحات ابنها التجارية والسياسية العالمية المتزايدة.
تتمتع السيدة البالغة من العمر 76 عامًا بمسيرة مهنية ناجحة كعارضة أزياء وخبيرة تغذية. لكن تعاملات ابنها التجارية الواسعة النطاق في الصين – شركته للسيارات، تسلا، لديها أكبر مصنع لها في شنغهاي وهو زائر متكرر للبلاد – فتحت الباب أمام سوق جديد من المعجبين الذين رحبوا بها بأذرع مفتوحة.
وأصبحت قصتها معروفة بشكل متزايد في الصين. ولدت في كندا ونشأت في جنوب إفريقيا، وسافرت حول العالم من أجل حياتها المهنية وعائلتها.
وأشاد العديد من المعلقين على موقع Douban، وهو موقع إلكتروني للمراجعات، باستقلاليتها. كتب أحد المعجبين بكتابها: “بصفتها نموذجًا يحتذى به للنساء مستقلات، ويعتمدن على أنفسهن ويتحكمن في حياتهن، اكتسبت خبرة غنية تحت تأثير عائلتها منذ أن كانت طفلة. وبسبب تجربتها الحياتية في العديد من البلدان، أصبحت أكثر تسامحًا مع الثقافة والحياة، وتختار مغادرة منطقة الراحة الخاصة بها مرارًا وتكرارًا”.
وأضاءت “الغارديان” كيف تعززت مكانتها بفضل سلسلة من التعاونات مع العلامات التجارية. في العام الماضي، أصبحت سفيرة عالمية لشركة الإلكترونيات الاستهلاكية الصينية Oppo. هذا العام، أضافت شركة AISE Baobao إلى قائمة الشركات التي تمثلها، وحضرت افتتاح متجر العلامة التجارية في شنغهاي في تشرين الثاني(نوفمبر).
كما سارت على منصة عرض الأزياء في هانغتشو لصالح علامة الأزياء الصينية JNBY وحضرت حدثًا لعلامة الملابس الرياضية Fila. في تشرين الأول(أكتوبر)، حضرت حفلة لعلامة الأزياء الفاخرة الإيطالية Moncler في شنغهاي، وشاركت صورًا لها مع ريهانا وA$AP Rocky على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.
وقد ساعدتها التأييدات التجارية في بناء قاعدة كبيرة من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية. ولديها 577 ألف متابع على Xiaohongshu، وهي منصة شبيهة بإنستغرام تحظى بشعبية خاصة بين الشابات، و356 ألف متابع على Douyin، الشركة الشقيقة لتيك توك في الصين. ولديها أيضًا 46200 متابع على Weibo، وهو موقع تدوين مصغر يُقارن غالبًا بـ X لابنها.
“المؤثرون الفضيون”
تعود شهرتها جزئيًا إلى ابنها، الذي تعد سيارات Tesla التي يمتلكها المنافس الرئيسي لشركة السيارات الكهربائية الصينية BYD. لكنها أيضًا جزء من اتجاه “المؤثرين الكبار” حيث يكتسب كبار السن، وخاصة النساء، شعبية كبيرة لقدرتهم على “التقدم في السن برشاقة”، وفقًا ليالينج جيانج، مؤسسة Following the Yuan، وهي نشرة إخبارية عن المستهلكين الصينيين.
“قالت جيانج إن جيل الألفية وجيل Z يتطلعون إلى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين الستينيات والتسعينيات والذين يتقدمون في السن برشاقة”، مشيرة إلى أن ما يقرب من 85٪ من متابعي ماي ماسك على Xiaohongshu من النساء.
ومن بين “المؤثرين الفضيين” الآخرين “جد كانج كانج”، وهو مؤثر أزياء يبلغ من العمر 83 عامًا، وو يانشو، وهو ممثل يبلغ من العمر 86 عامًا ظهر مؤخرًا في إعلان صيني لبرادا.
ومع ذلك، هناك عناصر معينة في قصة حياة ماي ماسك تجعلها جذابة بشكل خاص في الصين. بالإضافة إلى مظهرها المذهل، فقد تغلبت على الصعوبات. وهي منفتحة بشأن كونها ناجية من العنف المنزلي. في إحدى المقابلات، وصفت عودتها من شهر العسل مع والد إيلون ماسك، إرول ماسك، بأنها “مصابة بكدمات وحامل”.
وقالت إن إيلون “نشأ في منزل عنيف للغاية”. ونفى إرول مزاعم العنف المنزلي.
“هذه المرأة المذهلة، في رحلة حياتها، تحولت من ربة منزل تعرضت للإساءة في المنزل إلى عارضة أزياء مشهورة عالميًا، ونجحت في تربية ثلاثة أطفال مليارديرات. هذا السيناريو أكثر إثارة من فيلم هوليوودي ضخم!” كتب أحد المعجبين على موقع ويبو.
ومن المتوقع أن تطلق ماي ماسك قريبًا علامتها التجارية الخاصة في الصين، ربما علامة تجارية مرتبطة بالعافية أو اللياقة البدنية، “للاستمرار في تحقيق الدخل من شعبيتها وشعبية إيلون هناك”