خلف الحبتور:
“الحقيقة واضحة… إما أن تريدوا لبنان سيداً حراً مستقلاً أو أن تتحملوا مسؤولية ضياعه”
كلما شعرت بالأمل في عودة لبنان إلى سابق عهده الجميل، تأتي تصريحات بعض المسؤولين فيه لتبدّد الأحلام وكل الآمال. هؤلاء الذين لم يتعلموا من دروس الحروب والدمار، ما زالوا مصرّين على اتباع أسلوب المواربة والتملق لمن يعاديهم في السياسة، وكأن النفاق هو الطريق الوحيد للنجاة.
بعد كل ما عاشه اللبنانيون من مآسٍ وأثمان باهظة، ظننت أن هناك مراجعة شاملة لما أدى إلى خراب لبنان، لكنني أصاب بالصدمة عندما أرى بعض المسؤولين يشيدون بمن يعتبرونه «مرجعية مؤثرة»، وهو في الحقيقة جزء من المافيا التي اختطفت لبنان واغتصبته. كيف يمكن إنقاذ بلد إن كان رموز السياسة و«القادة» فيه يعيشون في اللون الرمادي، ويختبئون خلف الشعارات والمصالح؟
لبنان لن ينهض طالما النفاق والصفقات المشبوهة هما عنوان اللعبة السياسية. وما دام هذا الوضع الراهن مستمراً، أخشى أن يستعيد المجرمون سطوتهم على مفاصل الدولة ومؤسساتها، وأن يعود لبنان إلى وضع أسوأ مما عاشه في الماضي القريب.
رسالتي لهؤلاء: الحقيقة واضحة. إما أن تريدوا لبنان سيداً حراً مستقلاً بالفعل لا بالأقوال، أو أن تتحملوا مسؤولية ضياعه. الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان أمامكم، فلا تهدروها بالتملق والنفاق. كونوا صادقين، كونوا على قدر المسؤولية.
رجل الأعمال الإماراتي
خلف الحبتور
مؤسس ورئيس مجلس إدارة الحبتور غروب