الهديل

خاص الهديل: الياس البيسري: اللواء والديموقراطي والإنساني والمسؤول الشجاع

خاص الهديل…

كتب بسام عفيفي 

تعتبر المنافسة الديموقراطية أرقى أنواع العمل السياسي، وهي تمنح الشخصيات السياسية التي تحترم أصولها إضاءة خاصة ومميزة. وخلال المعركة الرئاسية اللبنانية الأخيرة أثبت مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري أنه يجيد ويتقن المنافسة الديموقراطية الراقية؛ فهو ينافس بأخلاقية وطنية وبمناقبية ديموقراطية تحترم حق الآخر بالطموح كما يحترم هو (أي اللواء البيسري) حقه بالطموح الذي يهدف للوصول إلى أعلى مركز يجعله قادراً على خدمة بلده أكثر؛ وقادراً على تجسيد أفكاره الوطنية والإصلاحية بشكل أكثر فعالية. 

.. بكل صراحة يمكن القول أن اللواء البيسري فاز بمعركة إثبات ميزاته الشخصية الديموقراطية والأخلاقية؛ فهو نافس بشرف وقبِل نتائج الإنتخابات بشجاعة؛ وهذه الصورة تقدمه بوصفه رجل الدولة المسؤول الذي يمكن الثقة به.

تميز البيسري خلال فترة ترشيحه للرئاسة بأنه ظل على مسافة احترام من كل المرشحين؛ فحادثهم ولم يغفل الكلام الطيب في لقاءاته عن مزايا كل واحد منهم؛ وكان شعاره في هذه الإنتخابات: نتسابق من أجل لبنان؛ علماً أنني أعرف أن الرئاسة في هذه المرحلة بخاصة تشبه المغامرة الخطرة؛ فالظرف هو لحظة حريق على مساحة المنطقة ولبنان معلق ليس فقط على صليبه الاقتصادي والأمني والسياسي بل أيضاً معلق على صليب تحولات المنطقة الخطرة.. ومع ذلك كان البيسري واثقاً من أن المسؤولية الوطنية هي صلاة يجب القيام بها. 

لقد احترم اللواء البيسري حظوظ العماد جوزاف عون بمثلما احترم حظوظه بالفوز؛ ومنذ البداية كان المهم لديه هو إنهاء الفراغ الرئاسي وكان الأهم بالنسبة إليه هو أن يكون هناك رئيس للبنان ينفذ مهمة إنقاذه. تكلم عن قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال فترة التنافس الرئاسي وكأنه غير مرشح، فكان يعدد مزاياه ويمتدحها، وبنفس الوقت كان يتكلم عن ترشيحه من موقع الزاهد، ولكن – بنفس الوقت – المستعد والمتأهب لتلبية الواجب الوطني. وفي عقيدة اللواء البيسري فإن المنصب هو صلابة الشخص وهو مبادرة المسؤول وهو روحية المواطن الصالح؛ فالمناصب لا ترفع الإنسان بل الأخير هو الذي يصنع مجد المنصب. 

لم يمض وقت طويل على تولي اللواء الياس البيسري مسؤوليته كمدير عام بالإنابة لمديرية الأمن العام؛ ومع ذلك ظهرت إنجازات جوهرية كبيرة داخل المديرية خلال هذه الفترة القصيرة والمستمرة. من منظار البيسري فإن القيادة هي الاقتراب حتى الانخراط بهموم وطموحات القاعدة المنقادة من القيادة؛ وواقع الحال حالياً في الأمن العام أن كل عنصر وضابط وموظف في المديرية لا يشعر فقط بالوجود الفعال للبيسري على رأس قيادتها؛ بل يشعرون أيضاً وبذات القدر بأن البيسري بشكل لحظوي يظللهم بالحماية والرعاية والصدق في تبني مشاكلهم وهمومهم وتقديم الحلول لها بغض النظر عن ظروف البلد الصعبة.

وما تقدم ليس مجرد كلام أو عبارات يتم إطلاقها من فراغ؛ بل هو حقائق موجودة على شفاه كل موظفي الأمن العام وعائلاتهم الذين يؤكدون أن اللواء البيسري صنع لهم في لحظات العسر يسراً. 

أبعد من ذلك فإن صفاء السريرية تسير مع اللواء البيسري كظله؛ في أي موقف واجهه تكون صفاء سريرته هي دليله وهي وجهته في التعاطي. إنه لواء يجمع بين الخبرة العميقة بالناس، وبين رغبته بتقديم الخير لهم؛ حتى لو أن البعض بادله الخير بالشر.

ولكن لماذا نقول الآن عن اللواء البيسري كل هذا الكلام: 

أولاً- لأنه أعطى مثلاً خلال الفترة الأخيرة كيف يكون السياسي رجل موقف وكيف ينافس بشرف ويقبل نتائج العملية الديموقراطية بشجاعة وروح حضارية. 

ثانياً- لأن اللواء البيسري أثبت أنه لا يريد شيئاً لنفسه، وكل ما يريده هو أن يكون بالمكان المناسب ليخدم من خلاله وطنه.

لعل أجمل ما في الدنيا هو الثناء على الخير حيثما وجد، سواء في إطلالة شمس تبعث الدفء، أو في انهمار مطر يروي الأرض، أو في حسن أخلاق رجل يهدي لمجتمعه ولبيئته قيم الشجاعة وقيم التحلي بالروح الحضارية والديموقراطية والإنسانية؛ وكل هذه القيم هي أوسمة على صدر اللواء الياس البيسري.

Exit mobile version