حسام زكي لبنان استفاد من انحسار نفوذ طهران وتركيا تقول إنها ليست مهتمة بأن تكون “إيران سنية” في سوريا
يبدي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي ارتياحه للأجواء الايجابية السائدة في لبنان، بعدما تزامن وصول وفد الجامعة العربية للتهنئة بانتخاب الرئيس جوزيف عون، مع تكليف القاضي نواف سلام تشكيل حكومة جديدة، منوهاً بسمعته الدولية وكفاءته الوطنية، ومتمنياً أن تتوافر له وللرئيس عون الظروف للنجاح
ينكر زكي أن هذا “الانقلاب” السياسي هو أحد تداعيات انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة، وتمنى أن تفتح المرحلة المقبلة صفحة جديدة من التعاون اللبناني – العربي.
يرفض زكي القول إن زيارة الجامعة العربية لسوريا المقررة هذا الأسبوع، تأخرت، ولا ينكر المخاوف من تقسيم سوريا، أو نفوذ تركي فيها، إلا أنه يبدي ارتياحاً للانفتاح العربي على دمشق، ويراهن على قول وزير الخارجية التركي أن بلاده ليست مهتمة بأن تكون إيران سنية.
وهنا نص الحوار:
+ما هو تقييمكم للتطورات المتسارعة في لبنان والتي ترقى الى مستوى انقلاب سياسي؟
-الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط حضر إلى بيروت لأنه يعتبر انتخاب رئيس أمراً مهماً، وكنا دائماً نطالب بانتخاب رئيس لما له وظائف واضحة في الدستور واهمية في الحفاظ على المؤسسات.
وتزامنت زيارتنا مع استشارات نيابية لم تكن نتيجتها متوقعة إذ كان هناك الكثير من الكلام عن إعادة تكليف رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وهو شخص نكن له كل الاحترام والتقدير ودوره في الفترة السابقة كان مهماً جداً في فترة عصيبة.
+وهل تعرفون القاضي نواف سلام؟
نعم نعرفه ونقدره عالياً، وتقديرنا هو أيضاً جزء من التقدير العالمي له. فهو قاض ورئيس محكمة العدل الدولية وله مكانة دولية مرموقة، واستاذ اكاديمي وله مواقف سياسية معروفة. وبالتالي هناك (على رأس البلد) أشخاص وطنيون يتمتعون بالكفاءة ونتمنى أن تتوافر الظروف لنجاحهم.
+بُذلت جهود عربية ودولية كبيرة لتحقيق هذا الاختراق السياسي في لبنان. هل كان للجامعة العربية دور في ذلك؟
-لا نتحدث عن دورنا بأكثر مما هو عليه، ونقدر كثيرا كل الأدوار التي يلعبها الجميع. لكن الواقع اللبناني اليوم افضل منه قبل أشهر، ونأمل في أن تفتح المرحلة المقبلة المجال لتعاون لبناني- عربي. ليست خافية المشاكل السابقة بين الجانب اللبناني وبعض الدول العربية. أعتقد أن هذه الصفحة طويت.
+لطالما انتقدت الجامعة العربية الدور الايراني في التعطيل في لبنان….
-نعارض دور أي قوة إقليمية أو دولية نعتبره غير بناء. من هنا كان انتقادنا المستمر لأدوار الإيرانيين.
+إلى أي مدى ساهم انحسار هذا الدور بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد والانتكاسات التي مني بها “حزب الله” في الانفراجات السياسية في لبنان؟
-لا شك أن لبنان استفاد من هذا الأمر، وهذا يشمل جزءاً من التطورات الإقليمية التي نشهدها منذ حوالي عام ونصف.
+لماذا تأخرت زيارة جامعة الدول العربية لسوريا؟
-في الواقع، طلبنا من الأخوة في سوريا الموعد منذ ما يزيد على 20 يوماً، ولكن ربما كانت لديهم انشغالات كثيرة، أو أنه ينقصهم أشخاص يتعاملون مع الأمور بالفعالية المطلوبة، لكننا نعذرهم، وسوف أذهب خلال أيام إلى دمشق.
التقيت بوزير الخارجية الشيباني وهو ورحب بي وقال إنهم يتطلعون لاستقبال وفدنا.
+لم تزوروا سوريا بعد ولكنكم تراقبون ما يحصل. ما هي الانطباعات الأولية عن الحكام الجدد؟
-الانطباعات الأولية إيجابية لدى الجميع، ولكن كما هي العادة في الأمور السياسية المهمة والفصول السياسية الكبرى في حياة الدول، الأمر لا يتوقف على الأقوال ولكنه يمتد إلى الأفعال.
فالأفعال هنا ستكون مهمة، بما في ذلك إيقاع الفعل وسرعة الفعل وكيفية التعامل بشكل ناجع وفعال وجيد مع الأزمات التي تطرأ.
الجميع أوضح رؤيته للوضع في سوريا وحدد مطالبه وشروطه، ولكننا كجامعة عربية يكمن دورنا في تقديم الدعم والمساعدة.
+ألمس حذراً في كلامكم. ما الذي تخشاه الجامعة العربية في سوريا…التقسيم مثلاً؟
– موضوع تقسيم سوريا لا يمثل خشية لنا وحدنا. هذا الموضع يمثل خشية للإقليم ككل، وحتى لبعض السوريين. ولكن عندي شعةر داخلي أن هذه المخاوف لن تفضي إلى شيء ملموس.
+هل تخشون انتقال سوريا من النفوذ الإيراني الى النفوذ التركي ؟
-طب هم العرب فين… أرى انفتاحاً عربياً على سوريا، وهذا يناسب المرحلة الحالية. سمعنا وزير الخارجية التركي لا يدع فرصة ويشرح فيها أن تركيا ليست معنية بأن تكون إيران سنية، وهذا أمر مطمئن. ونتابع الأفعال طبعاً. لذا، لا تزال لدى بعض الدول العربية مخاوف من الأحداث في سوريا، والمخاوف بعضها أمني وبعضها له علاقة بمطلوبين أمنياً، وكل هذا نوقش في اجتماعات الرياض يوم الأحد. والجانب السوري استمع وطمأن. الكلام جيد جداً. لذا ننتظر لنرى ما اذا كانت التشاركية ستكون سمة الحكم الجديد.
ودورنا أن ننصح والباقي على السوريين، وهذا الشعب السوري عانى كثيرا لكي يصل إلى النقطة الحالية.
+أختم مع غزة. يبدو أن المفاوضات تتقدم لوقف النار في غزة. ما هي معلوماتكم؟
-عرفنا من مصادر مقربة من المفاوضات ان الاتفاق وشيك، وتقييمنا ان الاتفاق لا بد أن يكون وشيكا لأن إدارة ترامب على وشك تسلم السلطة وهذا الملف يجب أن يغلق والجميع يفهم هذا بما في ذلك إسرائيل وإن شاء الله نستطيع أن نضع نهاية لهذه الحرب.